لكل السوريين

تظاهرة الجمعة المركزية بالسويداء.. تواجه حملات التشهير بسيدات ساحة الكرامة

احتشد المئات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في تظاهرة الجمعة المركزية التي طالبت بالحرية والعدالة والتغيير السياسي وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.

ودخل المئات من مختلف مناطق المحافظة إلى الساحة رافعين أغصان الزيتون والبيارق والأعلام، وسط هتافات وأهازيج وطنية شعبية استمرت لعدة ساعات.

ورغم تراجع أعداد المتظاهرين قياساً بالتظاهرة المركزية الأسبوع الماضي، حيث غصت الساحة بآلاف المتظاهرين في مشهد أعاد إلى الأذهان مشاهد المظاهرات الحاشدة في أيامها الأولى، لم تتراجع حماسة المتظاهرين وهتافاتهم للحرية والكرامة والتغيير السلمي، وترديدهم الأهازيج الشعبية التي تعبر عن مطالبهم.

وركّزت تظاهرة هذا الأسبوع على التصدي للأبواق التي تحاول تشويه سمعة سيدات ساحة الكرامة من خلال حملات تشهير ممنهجة.

ورفع المتظاهرون شعارات مثل “حرائرنا خط أحمر” ولافتات عديدة بذات المعنى رفعها العديد من المحتجين وسط تفاعل نسائي مميّز.

حملات تشهير ممنهجة

في محاولات قمع جديدة، تصاعدت حملات التشهير الممنهجة التي تديرها صفحات وهمية للإساءة لسيدات منهن الاعلامية والطبيبة والمدرسة وأمهات الشهداء والمسنّات اللواتي يحملن مطالب التغيير، وخلاص الشعب السوري من واقعه المتردي.

وفي مجتمع يحمّل المرأة أعباء تحول دون قدرتها على المشاركة المدنية والسياسية، شكّل حراك سيدات ساحة الكرامة علامة فارقة بمشاركتهن الفعّالة في الحراك الشعبي، وصوتهن المرتفع الداعي للتغيير بما يمكّن المرأة من أخذ دورها الحقيقي في شتى مجالات الحياة.

بدأت حملات التشهير بسيدات ساحة الكرامة منذ شهور عديدة، واستمرت لتبلغ ذروتها مؤخراً،

ولكن هذه الحملات لم تنجح في إبعاد المرأة في السويداء عن ساحات الكرامة، بل زادتها إصراراً على مواصلة النضال، وأصبحت أيقونة حرية وصوت كرامة وحق، وكشفت أمام الرأي العام الفارق الأخلاقي بين نساء يخرجن للمطالبة بحقوق شعب مسحوق، وبين أذناب جبناء يتنكرون خلف حسابات زائفة، وقد بلغوا قمة الانحطاط الأخلاقي والنذالة.

الثورة في عيون الفن

تلبية لدعوة نشطاء قرية مردك شمالي السويداء، توافد العديد من أهالي المحافظة ونشطاء المجتمع لحضور معرض فني تحت عنوان “الثورة في عيون الفن”، وكان نشطاء القرية قد أعلنوا دعوتهم خلال المظاهرة المركزية التي جرت يوم الجمعة الماضي في ساحة الكرامة.

وجسّد المعرض مفاهيم الحرية والعدالة من خلال لوحات فنية ومنحوتات تعبّر عن رفض الظلم والاستبداد بلمسات إبداعية بهدف إيصال رسالة تؤكد على حق التعبير والتنديد بالقمع الفكري.

وثمّن الحضور هذه المبادرة الفنية، واعتبروها فرصة للمجتمع المحلي للاستمتاع بالفن والتعبير الحر، وتعزيز الوعي الجمعي حول قضايا الحرية والعدالة، وتعميق الإحساس بأهمية حقوق الانسان والحريات الأساسية.