لكل السوريين

حراك السويداء الشعبي.. ساحة الكرامة تكرّم المرأة في عيدها والمحتجون يطالبون بمحاسبة قانونية للقتلة

السويداء/ لطفي توفيق

توافدت حشود من مختلف مناطق المحافظة وفعالياتها الاجتماعية إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، للمشاركة في مظاهرة يوم الجمعة المركزية التي تزامنت هذا الأسبوع مع يوم المرأة العالمي، وحملت الوفود لافتات تحيي سيدات سورية كتب على إحداها “تاء التأنيث الثائرة”، وحملت اللافتات الأخرى عبارات التحية للمشاركات في حراك السويداء الشعبي منذ بدايته.

وأحيت نساء المحافظة هذه المناسبة في الساحة التي شهدت عدة فعاليات مميزة، حيث حملت السيدات الورود والزهور وأغصان الزيتون، وصدحت أصواتهن بهتافات تؤكد على المطالب الشعبية بالمساواة والعدالة والحرية والتغيير السياسي السلمي، وتعكس دور المرأة الهام في الحراك الشعبي، وقامت ناشطات بتوزيع الورود على المتظاهرين في الساحة بهذه المناسبة.

وأشارت إحدى ناشطات الحراك إلى أن “مشاركة المرأة في حراك السويداء دليل قاطع على أن الشعب السوري حضاري ومدني، وتعطي رسالة بأنها فاعلة ليس فقط في المنزل، بل قادرة على لعب دور حقيقي في المجال السياسي”.

وقالت ناشطة أخرى “جاء يوم المرأة العالمي ليفتح باب الصيحات أمام مطالب باتجاهين، مع وجود ما يجمعهما في قاسم مشترك”.

مطالبة بمحاسبة قانونية

نفّذ عشرات المحتجين وقفة مسائية في ساحة الكرامة أشعلوا خلالها الشموع تكريماً لروح “شهيد الواجب” جواد الباروكي الذي قضى في مظاهرة سلمية قبل أسبوع.

وتجمع العشرات منهم صباح اليوم التالي أمام صالة السابع من نيسان بوقفة احتجاجية سلمية بدأت بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد امام الصالة حيث قتل برصاص عناصر أمنية.

ثم توجه المحتجون الى القصر العدلي في المدينة، حيث دخل وفد منهم لمطالبة النيابة العامة بالتحرك في القضية ومحاسبة المسؤولين عن عملية القتل، بينما بقي الآخرون يرددون الهتافات والأهازيج الوطنية محيط مبنى القصر.

وذكر مصدر من المحتجين أن النيابة العامة “كانت متعاونة مع مطالبهم، ووعدت بمتابعة القضية وفق القانون”.

وتابع المحتجون طريقهم الى ساحة الكرامة، مروراً بعدة شوارع وأسواق وهم يهتفون للحرية والعدالة والتغيير السياسي.

وتلبية لدعوة نشطاء من الحراك الشعبي وفعاليات مدنية أخرى من المحافظة، تظاهر المئات في ساحة الشعلة القريبة من القصر العدلي “لدفع النيابة العامة إلى تحريك دعوى الحق العام بمقتل الشهيد، وتسليم القاتل ومن أمر بإطلاق النار للقضاء”.

ودخل وفد من المحامين إلى القصر العدلي لتقديم مذكرة إخبار وفتح تحقيق قانوني بالحادثة، كما رفع المواطن وليد الجوهري دعوى شخصية إثر إصابته برصاص الأمن في الحادثة نفسها، بالإضافة إلى رفع دعوى باسم الحراك السلمي على مطلقي النار على المتظاهرين السلميين.  بينما التزم المتظاهرون بعدم الوقوف أمام مبنى القصر العدلي تفادياً لأي استفزاز قد تستثمره الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين، ومن أجل عدم مضايقة مراجعي المحاكم.