لكل السوريين

بلينكن يسوّق لتفعيل مسار التطبيع.. وقمة العقبة تحذّر من تفجير الأوضاع بالمنطقة

شدد ملك الأردن والرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية على رفضهم لأي خطط إسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة أومن قطاع غزة، وأكدوا  على ضرورة إدانة هذه الخطط والتصدي لها عربياً ودولياً.

وحذّر الزعماء في ختام قمتهم التي عقدت في مدينة العقبة الأردنية من محاولات “إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها”، حسب بيان  صدر عن الديوان الملكي الأردني.

وأكدوا رفضهم “لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتداداً للدولة الفلسطينية الواحدة”.

وجددوا مطالبتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة بشكل دائم.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن القمة جاءت في سياق الجهود التنسيق مع مصر والسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالموقف العربي المطلوب لمواجهة التدمير والكارثة الإنسانية التي خلّفتها الحرب على قطاع غزة.

وأشار إلى أن الزعماء نبّهوا خلالها إلى أن ما يجري بالضفة الغربية من أعمال عدائية يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار الانتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، قد تؤدي إلى خروج الوضع في الضفة عن السيطرة، وتفجير الأوضاع بالمنطقة.

محاولة إنقاذ إسرائيل

تزامنت قمة العقبة مع جولة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة زار خلالها الإمارات والسعودية وقطر وتركيا واليونان والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر، لبحث الأوضاع في قطاع غزة.

واعتبر مراقبون للشأن الفلسطيني أن لقاءات العقبة جاءت للرد على تصريحات الوزير بلينكن التي لم يتطرق خلالها إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الاستفزازات في الضفة الغربية، بل أشار إلى أن الحرب لم تصل إلى نهايتها وأهدافها بعد، مما يعني حسب المراقبين، أن الولايات المتحدة “لا تضغط باتجاه وقف الحرب”، الذي تعتبره الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية أمراً بالغ الأهمية ويشكّل أولوية لابد منها لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

وكان بلينكن قد أكد خلال زيارة لمدينة رام الله قبيل قمة العقبة، تأييد واشنطن “لتدابير ملموسة” من أجل إقامة دولة فلسطينية، في حين يرى محللون سياسيون أن زيارته للمنطقة لم تحمل جديداً من الناحية الاستراتيجية، وأن هدفها كان محاولة إنقاذ إسرائيل من ورطتها، وإحياء مشروع التطبيع مع بعض دول المنطقة، وربما الضغط على بنيامين نتنياهو لتحجيم مشروعه الخاص الذي يعمل على إطالة أمد الحرب على قطاع غزة.

تفعيل مسار التطبيع

دعا الوزير بلينكن خلال جولته في المنطقة إلى التكامل بين إسرائيل ودول المنطقة، وتحدث عن مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.

وقال “رغم استمرار الأعمال العدائية، هناك رغبة مؤكدة لمواصلة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول في المنطقة”.

وأضاف “لكن هذا لا يمكن أن يكون على حساب أفق سياسي للفلسطينيين ودولة فلسطينية، بل على النقيض من ذلك، فأي سلام أو دمج لإسرائيل بالمنطقة يجب أن يكون جزءاً من جهود التطبيع”.

وتحدثت وزارة الخارجية الأميركية عمّا وصفته بتقارب في الأفكار خلال جولة بلينكن بأن إسرائيل “يجب أن تعيش بسلام بعيداً عن التهديد”.

وقالت الوزارة في بيان لها “إن مستقبل المنطقة يعتمد على المزيد من التكامل، وهو ما يتطلب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة”.

وأضافت أنه تم إبلاغ إسرائيل بضرورة اتخاذ خطوات “لتقليل تأثير الصراع الدائر على المدنيين، وتمكين المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم عندما يختارون ذلك”.

تنديد فلسطيني

ندّد قادة ومفكرون فلسطينيون بزيارة وزير الخارجية الأميركي إلى الضفة الغربية المحتلة، وفنّدوا تصريحاته حول الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي “إن بلينكن جاء إلى المنطقة لمساعدة إسرائيل على الخروج من وحل غزة، والتأكيد على حقها في منع تكرار ما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي”، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى.

واعتبر ما قام به خلال الزيارة استمراراً أميركياً في دعم ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير وإبادة بحق الفلسطينيين، وأكد أن أهم ما جاء من أجله بلينكن هو “إحياء مشروع التطبيع، الذي هو أحد أسباب الانفجار، أي إنه جاء لتأكيد وقوف الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني”.

وقال البرغوثي “إن أخطر ما تحدث عنه بلينكن هو إعادة إعمار القطاع بمشاركة أطراف عربية”، وأضاف “ثمة أسئلة مهمة لا بد من الإجابة عنها، وفي مقدمتها: هل ستكون إعادة الإعمار في ظل وجود قوات الاحتلال بالقطاع أم بعد خروجها؟”.