تقرير/ سلاف العلي
وصلت إلى المرافئ السورية قبل نحو أسبوع، ناقلتي سماد تم تفريغ إحداها بحمولة 5085 طن، والأخرى يتم تفريغها الآن بحمولة تبلغ 10 آلاف و444 طن، كما وصلت خلال اليومين الأخيرين ناقلة ثالثة محملة بكميات من الأسمدة تصل لحوالي 10 آلاف و500 طن، وفق ما أوردته مديرية الأراضي والمياه في مديرية الزراعة باللاذقية، لكن يبقى التساؤل: هل سيتوفر السماد بعد رفع سعره للمرة الثانية خلال أسبوع؟
السيد علي وهو مزارع في ريف اللاذقية، أعرب عن رأيه بأزمة السماد قائلا: الذي انتشر وما تم تداوله حول إصرار 50% من الفلاحين بريف اللاذقية على مغادرة الفلاحة والزراعة، ومن الضروري أن تعمل مديرية الزراعة، على إيجاد حلول لمشكلات الزراعة التي تسببت في ارتفاع تكاليف الإنتاج، وآخرها رفع سعر الطن الواحد من سماد اليوريا إلى 8.9 ملايين ليرة سورية بدلا من 8 ملايين ليرة، ورفع طن سماد السوبر فوسفات 46% ليصبح بسعر 6 ملايين ليرة، بحسب قرار صادر عن المصرف الزراعي باللاذقية.
السيد وليد وهو من فلاحي ريف البهلولية، أوضح لنا رأيه الشخصي حسب خبرته ومعرفته بالفلاحين والقرى وقال: لا يوجد فلاح سيترك أرضه بور، حتى لو كانت التكاليف مرتفعة، مشيرا إلى أن المحاصيل الاستراتيجية وخصوصا القمح، رغم صغر المساحات المزروعة، وتعتبر ضمان لقوت وعيش الفلاحين، وهنالك تشجيع ودعم لزراعة الحمضيات والاصرارعلى الاهتمام بالزيتون والاعتناء به وزراعته بشكل كبير.
وبين السيد غانم وهو من مزارع من فلاحي البهلولية، قائلا: إن الحلول متاحة ومتوفرة لمساعدة الفلاحين على تجاوز أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة، وخاصة بعد العديد من الطلبات الخاصة بالفلاحين حول أهمية الاستمرار بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي بأسعار رمزية.
السيد حسام وهو الخبير الزراعي والتنموي في بانياس اعتبر في حديثه معنا: أن رفع سعر السماد إذا توفر أمر جيد، وأشار إلى أنه كان يتم إعطاء الفلاح جزء بسيط من مخصصاته ولمحاصيل محددة، مثلا القمح أعطوا المخصصات لجزء من الفلاحين وليس للكل، أما الحمضيات والزيتون لم يعطوا شيئا لأي فلاح وبالتالي سيضطر الفلاح لشراء كيس السماد بمليون ليرة عندما كان سعره 175 ألف ليرة ، وأشار السيد حسام الخبير الزراعي إلى أنه عندما تم رفع ثمن كيس السماد إلى 400 إلف ليرة وبعدها إلى 445 ألف ليرة ، قد توفر، وبالتالي وبشكل عملي: يمكن القول إن السعر انخفض وليس ارتفع مقارنة مع سعره حينها بالسوق السوداء، ولكن القضية أنه إذا كان سعره 175ألف ولم يتوفر وتواجد بالسوق السوداء بمليون ليرة، ففي هذه الحالة عندما أصبح بـ 445 ألف ليرة، سيصبح سعره مليون ونصف بالسوق السوداء، إذا لم يتوفر.
السيدة مريانا المهندسة الزراعية في قرية عين شقاق بريف اللاذقية، الأمر الثاني الذي له مدلول آخر في موضوع رفع سعر السماد، هو رفع سعره مرة ثانية خلال بضعة أيام، وللدلالة على ذلك وقالت: عند ما يتوفر السماد يجب عدم رفع سعره ومن الضروري أن يتوفر لدى جميع الفلاحين حتى لا تكون هناك فرصة للعب، لتجار السوق السوداء بحثا عن الريح.
وأضافت السيدة بيداء المهندسة الزراعية بالوحدة الإرشادية لمنطقة القطيلبية بريف اللاذقية، وقالت: سعر كيس السماد اليوم يتجاوز المليون ووسطيا دونم الأرض أيا كان المحصول يحتاج إلى مليون ونصف سماد، يضاف عليه تكلفة ضمان الأرض بـ 750 ألف مثلا وفلاحة وحراثة 250 ألف و200 ألف بذار وسقاية 200 ألف، إذا رفع الأسعار أثر بشكل سلبي على الزراعة، هذا لا ينطبق على الأراضي المشجرة بالحمضيات وأشجار الزيتون أو الأشجار المثمرة، وتكلفتها تزداد كثيرا، واعتقد سيغادر العمل الزراعي 50% من الفلاحين بحال لم يتم إيجاد حلول لمشكلات الزراعة التي تسببت في ارتفاع تكاليف الإنتاج.
كما أضاف السيد لبيب المهندس الزراعي في الوحدة الإرشادية بمنطقة الحارة بريف اللاذقية وقال: أن معمل أسمدة حمص قدم طلبا خلال شهر تشرين الثاني الماضي لتمديد فترة تزويده بالغاز لنحو ليتمكن من إنتاج كل كمية الأسمدة المطلوبة منه والبالغة 15 ألف طن من مادة اليوريا، ونحو 5 آلاف طن من نترات الأمونيوم، 2500 طن من سماد الفوسفات، الضرورية لتغذية وزراعة محصول القمح، يشار أنه قد وصل إلى سوريا 15 ألف طن من الأسمدة عن طريق الاستيراد، بالإضافة إلى 30 – 40 ألف طن سيؤمنها القطاع الخاص، بينما كان من المتوقع تأمين نحو 20 ألف طن من قبل معمل الأسمدة في حمص إلا أنه لم يتم استلام هذه الكميات كاملة حتى الآن، وأضاف: بعد تردي واقع الكهرباء بحكم تحويل كميات من الغاز المخصص لتوليد الكهرباء، إلى المعمل، ولعدم إنتاج المطلوب منه، تم إيقاف تشغيل المعمل لأيام، وأعيد تشغيله خلال اليومين الماضيين.