لكل السوريين

ارتفاع تكاليف معيشة العائلة السورية الواحدة إلى نحو ١٠ ملايين ليرة

تستمر الأوضاع المعيشية بالتردي بالتزامن مع تدهور قيمة العملة المحلية والتضخم الذي يضربها، لذا يستمر أيضا تكاليف المعيشة بالارتفاع في وسط سوريا من دون توقّف، وباتت العائلة تحتاج إلى عشرة ملايين ليرة سورية من أجل تأمين وجبات الطعام الرئيسية شهرياً، في حين أنّ بعض العائلات تعيش بمليوني ليرة أو أقل.

ويكلف تأمين المستلزمات الرئيسة من طعام وشراء ومنظفات ومواصلات تبلغ وسطيا ٣٠٠ ألف ليرة سورية يومياً على أقل تقدير، وفي حال طهت العائلة ليومين أو ثلاثة، وهو مبدأ باتت العائلات تتبعه للتوفير، ما يعني نحو ١٠ ملايين ليرة شهرياً.

تلك التكاليف لا تتضمن أي نفقات إضافية من أعطال في المنزل أو أجرة منزل أو زيارة طبيب أو شراء دواء أو حتى مصروف يومي للأطفال أو ملابس، أو حتى الإنفاق على بنزين وصيانة سيارة أو مازوت التدفئة، وإن جمعت باقي النفقات فقد تصل الكلفة الشهرية للمعيشة مع الاقتصاد فيها إلى ٥ ملايين.

تعتمد تلك العائلات التي تنفق ما بين 3  و 5 ملايين شهرياً على حوالات شهرية تأتيهم من الخارج بمعدل بين 100 و 300 دولار، يُضاف إليها ما يجنيه العاملون ضمن العائلة الواحدة حتى يستطيعوا تأمين جميع المتطلبات.

تكلف وجبة الغداء وحدها تكلفه 75 ألف ليرة على الأقل وغالباً ما يتم الطهي ليومين، أي نحو 37 ألف ليرة يومياً، يضاف إليها نحو 30 ألف ليرة للفطور والعشاء، ليصبح المبلغ اليومي 67 ألف ليرة، ومع إضافة المواصلات إلى المدارس والجامعات ونثريات ونوع فواكه واحد تصل الكلفة إلى نحو 125 ألف ليرة يومياً.

وعندما يرغب السوري بضبط نفقاته يُخفّض جودة غذائه ويقلل كميته ويختصر بعض الأصناف مثل الخضراوات والفواكه واللحوم، بعد أن استحالت النفقات الأُخرى ولم تعد تندرج ضمن خطط العائلة الشهرية، مثل الملابس.

ويستمر معدل ارتفاع الأسعار في عموم المناطق السورية، ويرزح يأنون تحت وطأة الفقر والعوز في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار وتدني المداخيل لعمومهم، إذ لا يكفي الراتب ليومين أو ثلاثة في الحد الأقصى، لكن يبقى للسوريين أسلوبهم بالتفنن وتبديد مأساتهم.