لكل السوريين

معاناة مرضى السرطان.. أزمة إضافية في محافظة درعا

تتفاقم معاناة مرضى السرطان في محافظة درعا بسبب النقص الحادّ في الأدوية الخاصة بهم، وعدم توافرها في المستشفيات الحكومية، وارتفاع أسعارها في الصيدليات، مما يؤدي إلى عدم انتظام العلاج وجلساته، ويساهم في زيادة آلام المرضى الجسدية والنفسية، في ظل واقع معيشي سيء في عموم البلاد، وفي المحافظة بشكل خاص.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد، يعاني القطاع الصحي في محافظة درعا من النقص الكبير بكوادره الطبية المتخصصة بالأورام، حيث غادر معظمهم إلى خارج القطر، وانتقل من تبقى منهم إلى مدينة دمشق، وأدى شح الأدوية وارتفاع ثمنها بشكل كبير إلى ازدياد معاناة المرضى عامة، ومرضى السرطان بشكل خاص حيث باتوا عاجزين عن توفير العلاج لأمراضهم أو تحمل تكلفة شرائها، وخاصة بعد صدور نشرة أسعار جديدة تم فيها رفع أسعار الأدوية ما بين 70 – 100%.

أزمة إضافية

تشكل معاناة مرضى السرطان أزمة إضافية في محافظة درعا التي تكثر ازماتها يوماً بعد يوم، حيث يشكو العديد من المصابين وعائلاتهم من إهمال الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية الذي حوّل آلاف المصابين إلى ضحايا منسيين، حيث لا يتمكن معظمهم من الحصول على جرعاتهم العلاجية بشكل منتظم، لأنها تكلف مبالغ كبيرة تفوق إمكانيتهم المادية، مما أدى الى تدهور حالتهم الصحية، وأجبرهم على البحث عن العلاج خارج محافظتهم.

وتعتبر أولى المشاكل التي تواجه أغلب هؤلاء المرضى خلال فترة علاجهم هي الحصول على خدمات التصوير الاشعاعي والفحوصات المخبرية، حيث يضطر المريض للجوء الى القطاع الخاص للحصول على تلك الخدمات الباهظة الثمن، إضافة إلى ارتفاع أجور مقدمي الرعاية الطبية من ممرضين وأطباء إذ لا يمكنهم تحمل التكلفة الباهظة للعلاج في المستشفيات الخاصة.

لذا تبقى المستشفيات الحكومية رغم ضعف خدماتها وطول مدة انتظار مواعيد مراجعاتها، ملاذهم الأول والأخير في معركة الحياة التي يخوضونها.

أعباء مادية ومعنوية

يتكبد مرضى السرطان في المحافظة عناء السفر لتأمين العلاج، وتتحمّل أسرهم تكاليف مادية ومعنوية كبيرة، فضلاً عن الأدوية والمصاريف اليومية التي تضاعف معاناتهم.

وهذا ما يؤكده طبيب متخصص في هذا المجال ويعتبر أن وضع مرضى السرطان في محافظة درعا هو الأسوأ على الإطلاق، لأنهم يعانون من عدم توافر العلاج والارتفاع الكبير في سعره في حال توافره، ويدفع ذلك بعضهم للتوقف عن تلقيه، بسبب عدم قدرتهم على تغطية تكاليفه التي وصلت لدرجة تفوق قدرة الأغنياء منهم، وفق تعبيره.

ويضيف الطبيب بأن ظروف الرعاية الصحية في المشافي الحكومية في المحافظة سيئة، حيث تعاني من نقص الكوادر الطبية المتخصصة بعلاج الأورام، التي غادرت البلاد بحثاً عن فرص عمل أفضل، بسبب انهيار الوضع الاقتصادي والفوضى الأمنية التي تسيطر على المنطقة.

ويلفت إلى أن التحديات التي يواجهها مرضى السرطان تعيق استمرارية وانتظام علاجهم مما يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة باتت تواجههم اليوم أكبر من أي وقت مضى.