لكل السوريين

من ذاكـــرة التاريخ ملاحم وأساطير

الأسطورة قصة أو مجموعة من القصص التي تعود إلى زمن قديم، وهي قصص خيالية غالباً ولا تشير إلى زمن محدد، وتتعلق بأحداث أو أشخاص أو أماكن معينة، وتفسر ظواهر طبيعية بطريقة مختلفة عن الواقع.

وتتناول موضوعات كبرى مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، وتنتقل من جيل إلى آخر من خلال الشعر أو الروايات الشفهية أو المدوّنة، وتهدف إلى تقديم عبرة ما أو ترسيخ قيمة دينية أو اجتماعية محددة.

والملحمة قصيدة قصصية طويلة مليئة بأحداث تدور غالباً حول بطولات فائقة لأشخاص غير عاديين في الحرب أو السفر، وتتناول حكايات نشأة شعب ما منذ بداية تاريخه، وتحرك جماعات وبنائها للأمة والمجتمع، ووقائع ذات أهمية ودلالة لأمة من الأمم، وغالباً ما تركز على موضوع الشجاعة والشرف والنضال ضد الشدائد.

والفرق بينهما هو أن أبطال الأسطورة من الآلهة أو أنصاف الآلهة، بيمنا أبطال الملحمة من البشر الذين يحظون بأهمية تاريخية أو أسطورية.

أسطورة حصان طروادة

تقول الأسطورة إن الحرب نشبت بين الإغريق وبين مدينة طروادة، بسبب اختطاف امرأة جميلة تدعى هيلين، وهي ملكة إسبرطة على يد الأمير بارس من طروادة.

وتشير إلى أن الإغريق هاجموا طروادة وحاصروها لفترة طويلة ولكنهم لم يتمكّنوا من دخولها،  فقاموا بابتكار حيلة تمكّنهم من إنهاء هذا الحصار المجهد والطويل وكسب المعركة والانتصار على طروادة وإنقاذ هيلين ملكة إسبرطة، فقاموا بصنع حصان كبير من الخشب، ووضعوا بداخله عدداً كبيراً من مقاتليهم، وتظاهر من تبقّى من جيشهم بترك الحصان والرحيل.

إلّا أنهم لم يرحلوا بل اختبأوا عن عيون أهالي طراوة في مكان قريب منها، وتم وضع الحصان أمام المدينة.

وانطلت الحيلة على أهالي طروادة حيث أقنعهم جاسوس إغريقي بأن الحصان علامة على وقف الحرب وحلول السلام بينهم وبين الإغريق.

فأدخلوا الحصان إلى مدينتهم باحتفال مهيب، وأقاموا احتفالات كبيرة بسبب انتهاء الحصار، وعندما أتى الليل كانت أحوال أهالي طروادة يرثى لها بسبب حالة السكر الشديد التي سيطرت عليهم خلال الاحتفال، فخرج الجنود الإغريق من داخل الحصان، وفتحوا أبواب المدينة أمام جيشهم، فقام باقتحامها وذبح كلّ رجالها، وساق النساء والأطفال كعبيد للإغريق المنتصرين.