لكل السوريين

غلاء أسعار الخبز والغاز أدى لارتفاع أسعار المأكولات الشعبية باللاذقية

تقرير/ سلاف العلي

دخلت أسعار مطاعم المأكولات الشعبية المبرمجة في مجال البورصة صعودا وليس هبوطا وفق أهواء أصحابها، أخلتها من زبائنها الدراويش ومحدودي الدخل، بعد أن كانت ملاذا آمنا لجيوبهم لتسكين أوجاع معدتهم من الجوع.

العديد من مرتادي هذه المطاعم باتوا يشمون رائحة مأكولاتها، بعد أن حرموا من تذوق طعمها نتيجة علقم أسعارها، ومحدودية الراتب والدخل.

السيد خالد وهو عامل في مجال البناء قال لنا: إن سندويشة الفلافل الذي كان شراؤها مفتوحا أمام الصغير والكبير والغني والفقير، اليوم أصبحت حلم المعترين ولكنها مسموحة لميسوري الحال بعد أن وصل سقف مبيعها إلى 10آلاف ليرة، ولتحذو حذوها سندويشة الشاورما التي وصل سعرها إلى 18 ألف ليرة، ولتنضم إلى القائمة أيضاً سندويشة السودة التي أصبحت تباع بـ 15 ألف ليرة، ومثلها كذلك سندويشة البطاطا، كما لم تكن أسعار  الصفيحة أرحم من غيرها إذ وصل سعر صفيحة اللحمة الواحدة إلى 2000ليرة، وكذلك الجبنة، أما السبانخ والزعتر واليقطين فقد بلغ سعرها 1500 ليرة للصفيحة الواحدة، بينما وصل سعر صفيحة البيتزا إلى 3000 ليرة، أما سعر صحن الحمص فقد وصل إلى 15 ألف ليرة،  والفول إلى 17 ألف ليرة، وكل محل او مطعم يسعر على مزاجه, إلا أن تكاليف مستلزماتها المرتفعة دفعت أصحاب المطاعم لتخطي تسعيرة التموين غير المعدلة منذ أكثر من عام في اللاذقية، وتقاضيهم تسعيرة وفق أسعار هذه المستلزمات.

وعند سؤالنا مطعم الشاميات بساحة الشيخ ضاهر باللاذقية عن قصة اسعر المأكولات الشعبية واختلافها بين مكان واخر أجاب السيد أبو بشار قائلا: لقد وصل سعر استبدال أسطوانة الغاز الصناعي في السوق السوداء إلى 300 ألف ليرة، إضافة الى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تصنيع هذه المأكولات كالزيت التي وصل سعرها إلى350 ألف ليرة للتنكة الواحدة، والحمص الذي وصل سعره في السوق الـ 35ألف ليرة للكيلو الواحد، والفول الى 30ألف ليرة للكيلو الواحد، واللحوم الحمراء التي بلغ سعرها 150 ألفا للكيلو الواحد.

السيد المهندس عبد الحكيم وهو موظف في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، افادنا قائلا:  وفق معرفتي لا يوجد اي مقترح للمديرية بتعديل الأسعار وفق تكاليف الإنتاج لتاريخه، رغم أنه طلب منها ذلك عدة مرات، ما أبقى تسعيرة هذه المأكولات دون تعديل فسندويشة الفلافل ما زالت تسعيرتها بـ2500 ليرة، والسودة بـ4500 ليرة، والشاورما وزن 80غرام بـ 16 ألف ليرة، ووزن 40 غرام بـ 13ألف ليرة، أما صفيحة اللحمة الواحدة سعرها التمويني فما زال 800 ليرة، والزعتر 400 ليرة، والجبنة 500 ليرة، واليقطين 400 ليرة، والبيتزا 100ليرة،ونوه الى أنه يتم حاليا إعداد دراسة جديدة حول تكاليف مستلزمات الإنتاج، وتقديمها لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، ليصار إلى تحديد أسعار المأكولات الشعبية، حيث أن المشكلة التي تواجهنا هي أن أسعار هذه المستلزمات غير ثابتة، كونها في ارتفاع دائم، وهذا يدفعنا لتعديل المقترحات بشكل مستمر.

السيد محمد وهو عامل عادي، ويقف امام محل لبيع الفلافل قال: لقد أصبح سعر السندويشة 6000 ليرة سورية، بعد أن كانت بأربعة آلاف، بعد رفع أسعار الخبز الحر خارج البطاقة الذكية، الذي تستهلك منه المطاعم كميات كبير.

السيد نهى وهي مدرسة مادة الفيزياء قالت: لابد من الإشارة إلى أن الحكومة السورية، رفعت في 7 من تشرين الثاني، أسعار الخبز خارج البطاقة الذكية من 1225 ليرة سورية إلى 3000 ليرة لكل ربطة تتضمن سبعة أرغفة بوزن 1100 غرام، ما دفع مالكي المطاعم لرفع تسعيرة منتجاتهم تماشيا مع سعر الخبز، ولا يعد الخبز السبب الوحيد لارتفاع أسعار المأكولات في المطاعم، إذ سبقه ارتفاع سعر أسطوانة الغاز الصناعي عبر وخارج البطاقة الذكية، من 75 ألف ليرة إلى 150 ألفا في أيلول الماضي.

السيد علي رب أسرة من خمسة أفراد وهو معيلهم الوحيد قال: يبدو أن سندويش الفلافل انضم إلى قائمة المحظور شراؤه، ولحق بركب الشاورما والفروج المشوي والبروستد، أن هذه المأكولات لم تعد تشتريها العائلة بعد غلاء ثمنها، وإن السندويش كان سابقا أكل الفقراء، لكن اليوم أصبح شراؤه غير ممكن، وأشار الى أنه يحتاج إلى 35ألف ليرة سورية في حال أراد أو فكر بشراء سندويش فلافل لعائلته، وهو مبلغ يعادل أجرته اليومية في أعمال الزراعة.

السيد فراس وهو مالك مطعم في منطق مشروع الزراعة، قال لنا: إنه رفع سعر سندويشة الفلافل أو البطاطا من أربعة آلاف ليرة إلى ستة آلاف بعد رفع سعر الخبز، حيث أن تكلفة رغيف الخبز تتراوح بين 500 و600 ليرة تضاف إلى الربطة تكاليف النقل، وارتفع أيضا سعر الغاز الحر غير الصناعي في السوق المحلية إلى 190 ألف ليرة سورية، وكان في أيلول الماضي لا يتجاوز 80 ألفا، وإن حركة المبيع تراجعت إلى النصف بعد غلاء أسعار المأكولات في المطاعم، وأضاف أنه كان يحضر سابقا سيخ شاورما بوزن 40 كيلوغراما ويبيعه كل يوم، أما حاليا فيحضر سيخا وزنه 25 كيلوغراما ولا يباع في يوم واحد، واشتكى فراس من تكلفة الغاز الحر الذي يشتريه من السوق المحلية، إذ لا تكفي مخصصات الغاز المدعوم ربع احتياجه، فهو يحتاج إلى ما يقارب ثلاث أسطوانات غاز يوميا، في حين قدر كميات الغاز المدعوم بنصف جرة يوميا، رغم مناشدات ومطالب مالكي المطاعم بزيادة المخصصات، فإن الكمية ثابتة لا تتغير.

السيد أبو طالب صاحب مطعم في اللاذقية، أضاف موضحا: إن هناك ارتفاعا مستمرا في مكونات صناعة المأكولات بالمطاعم الشعبية، إذ وصل سعر كيلو الطحينة إلى 80 ألف ليرة، وكان مطلع العام الحالي لا يتجاوز 30 ألف ليرة، وكذلك ارتفع كيلو الحمص من سبعة آلاف ليرة إلى ما يقارب ال30 ألف ليرة.

وأضاف أن سعر ليتر الزيت النباتي وصل إلى35 ألف ليرة، وكذلك ارتفع سعر النشاء والحمض، وزيت الزيتون الذي وصلت سعر الصفيحة منه بسعة 16 ليترا إلى مليون ليرة سورية، وارتفع سعر اللحوم والفروج، ووصل كيلو لحم العجل إلى140 ألف ليرة، وسعر الفروج المشوي إلى125 ألف ليرة، وسندويشة الشاورما تراوح سعرها بين ال30 وال40 ألفا، وذكر أن أصحاب المطاعم يرفعون السعر كي يحققوا هامش ربح، لكن الغلاء أدى إلى تراجع المبيعات وعزوف الزبائن، والبعض يفكر في إغلاق محله إذا استمر هذا الغلاء وسط ركود مبيعاته.