لكل السوريين

بعد تراجع الدعم العسكري الغربي.. هل وصلت الحرب في أوكرانيا إلى طريق مسدود

مع تنامي الآراء التي تنادي بعدم جدوى المساعدات لأوكرانيا في معظم الدول الأوروبية، على خلفية هجوم القوات الأوكرانية المضاد الذي لم يحقق أي نجاح يذكر، بدأت عملية انحسار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بالظهور.

وبدأ محللون سياسيون غربيون يتحدثون عن عدم جدوى المساعدات العسكرية لكييف، ويرون أن الأموال التي يتم إنفاقها على الأسلحة التي يتم تدميرها في أوكرانيا، كان يمكن أن تستخدم للاستثمار والتنمية في هذه البلدان، خاصة أن دعم القوات الأوكرانية بالأسلحة المتطورة لم يسفر عن نتائج إيجابية، بل تحوّل إلى مشاهد تظهر خسائر المعدات التي أنفقت عليها مبالغ ضخمة، وهذا ما بدأ يراه الأوروبيون مبرراً لمعارضة الاستمرار في دعم أوكرانيا.

وحسب متابعين للحرب في أوكرانيا، بات الغرب مقتنعاً بأن الرئيس زيلينسكي بدأ يشكل عبئاً عليه بعد خسارة الرهان على هذه الحرب في إضعاف واستنزاف روسيا.

وبدأ الناس في الشارع الأوكراني يرغبون بالعودة إلى الحياة الطبيعية أكثر من أي وقت مضى، بعد أن تعبوا من الحرب ومن الخدمة العسكرية الإجبارية وملفات الفساد.

لا مساعدات جديدة

أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن الولايات المتحدة لن تتمكن من تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قبل منتصف الشهر الحالي، وربما حتى ما بعد هذا الموعد.

وأشارت إلى أن مؤيدي تقديم المساعدات لأوكرانيا في الكونغرس يخوضون معارك مع معارضيهم بشأن حزمة المساعدات الكبيرة التي طلبها الرئيس جو بايدن، لدى مناقشة قانون الميزانية الذي توجد حوله خلافات عميقة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وذكرت أن الخلافات بين المشرعين قد تؤجل تقديم حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا إلى العام القادم.

ونقلت الوكالة الامريكية عن المتحدثة باسم البنتاغون قولها “إن واشنطن بدأت بالحد من حجم المساعدات العسكرية المقدمة لكييف بسبب انتظار القانون الجديد”.

ويهدد الجمهوريون المحسوبون على التيار المحافظ لحزبهم بعرقلة المصادقة على التشريع إن لم تتم تلبية مطالبهم بشأن تغيير السياسات في مجال الهجرة.

في حين يحذّر الديمقراطيون من أن عدم وجود اتفاق حول التشريع سيؤثر على وضع الحرب في أوكرانيا.

وبدوره يحذّر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي من أن المساعدات المخصصة لأوكرانيا على وشك النفاد.

لا جدوى من المساعدات

أفادت وسائل إعلام غربية بأن المساعدات العسكرية الغربية المقدمة لقوات كييف غير مجدية بسبب الافتقار إلى القيادة العسكرية المختصة والمنسقة في أوكرانيا.

وجاء في مقال نشرته في مجلة فوربس الأمريكية “المساعدات الغربية ليس لها معنى دون قيادة عسكرية، إذ لا يظهر على قوائم المساعدات العسكرية المسلمة لأوكرانيا والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، ضباط أركان أكفاء لقيادة المعارك”.

وأشار المقال إلى وجود مشكلة خطيرة أخرى للجيش الأوكراني تتمثل في نقص الذخيرة التي يعتمد في توريدها بالكامل على أمريكا والاتحاد الأوروبي.

وكثر الحديث مؤخراً في وسائل إعلام غربية عن أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يشعران بالتعب من الحرب في أوكرانيا، وأن الدعم لنظام زيلينسكي آخذ في التراجع.

ووفق هذه الوسائل يناقش المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بالفعل مع كييف العواقب المحتملة لمفاوضات السلام مع روسيا، بما في ذلك الخطوط العريضة لما قد يتعين على أوكرانيا التخلي عنه من أجل التوصل إلى اتفاق.

طريق مسدود

أشارت الصحفية الأمريكية ناتالي موريس إلى أن جيلاً كاملاً من الرجال قتلوا في أوكرانيا من أجل طموحات رئيس البلاد فلاديمير زيلينسكي.

وقالت في بث على قناة يوتيوب “لقد ضحّت أوكرانيا بجيل كامل من الشباب، وكل ذلك حتى يتمكن الرئيس فلاديمير زيلينسكي من خداعنا بهذه الحرب”.

وأضافت أنه كان من الممكن تجنب مثل هذه الخسائر الفادحة في حال موافقة كييف منذ فترة طويلة على إجراء مفاوضات سلام مع موسكو، بدلا من تنفيذ طموحات الزعيم الأوكراني.

ومن جانبه اعترف القائد العام للقوات الأوكرانية بأن هجوم قواته المضاد على القوات الروسية قد وصل إلى طريق  مسدود.

وفي حديث لمجلة “الإيكونوميتس”، قال فاليري زالوجني إنه لم يتمكن من إظهار الوتيرة المثيرة للإعجاب لتقدم القوات الأوكرانية التي كان يتوقعها منه في الغرب.

ولكن الرئيس فلاديمير زيلينسكي نفى أن تكون الحرب في بلاده قد وصلت إلى طريق مسدود في حربها مع روسيا.

وشكّك في اجتماع مع صحفيين أمريكيين في أن نهاية النزاع معها باتت وشيكة وسريعة، وقال “لن ينتهي كل شيء بالسرعة التي نرغب فيها”.