لكل السوريين

المعجنات والحلويات تدخل في قائمة ممنوعات الشراء للمواطن في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

أصبح شراء الحلويات والمعجنات هذه الأيام شبه محرم على عشرات الأسر في مدينة اللاذقية، من جراء أسعارها التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق في الآونة الأخيرة وصل إلى أكثر من 200 بالمئة، ما أدى لانضمامها إلى قائمة المحظورات شأنها شأن الكثير من المواد الغذائية الأخرى.

السيدة أم نزار وهي موظفة في شركة التأمينات باللاذقية قالت: أن كثير من المواطنين لا يقومون بشراء المعجنات والحلويات إلا عند الحاجة أو الضرورة ومقتصرين على كميات قليلة وفق ما يناسب الميزانية المالية لهم، وليس وفق حاجاتهم أو حاجة أطفالهم، إذ وصل سعر مبيع الكيلو الواحد من الصمون إلى 15 ألف ليرة، بينما سعره السنة الماضية كان لا يتجاوز ال 7 آلاف ليرة، أما مبيع سعر الكيلو الواحد من الكعك فقد قفز إلى سقف الـ 30 ألف ليرة، بينما وصل سعر ربطة الخبز السياحي إلى 14 ألف ليرة، وكل هذه الأسعار غير ثابتة كونها متبدلة بشكل يومي، وهذه الأسعار محصورة فقط لناس معينين وليس لكل البشر.

السيد أبو حافظ وهو مساعد مهندس وموظف في السكك الحديدية منذ عشر سنوات أضاف قائلا: إن أسعار الحلويات لم تكن أفضل ولاسيما بعد أن تراوح سعر الكيلو الواحد من الغريبة والبتيفور المصنوعة طبعا بالسمن النباتي ما بين 35-50 ألف ليرة، ويتضاعف السعر للمصنوع منها بالسمن العربي، أما سعر كيلو البرازق فقد تراوح ما بين ال 40 الى 60 ألف ليرة، بينما تراوحت أسعار الهريسة بين 35 ألف إلى 50 ألف ليرة طبعا المصنوعة بالسمن النباتي، ولذلك هذه المنتجات دخلت في قائمة المحظورات أو في القوائم السوداء للمواطن المحدود الدخل والامكانيات الضعيفة أي أنها أصبحت من الرفاهيات للمواطن باللاذقية، وعلى طريقة شم ولا تتذوق وليست على الطريقة السابقة كول وشكور.

أما أصحاب محال بيع المعجنات أوضحوا رأيهم بالموضوع وقال السيد عمر صاحب محل كبير في السوق لبيع الحلويات والمعجنات ،قائلا: أن ارتفاع أسعار المعجنات والحلويات يرجع أولا إلى ارتفاع أسعار المواد الداخلة في تصنيع وإنتاج هذه المواد، وعدم توافر مادتي الغاز والمازوت اللازمة والضرورية لتشغيل المعامل والورشات، وهذا ما يدفعنا مجبرين على شرائها من السوق السوداء، فمثلا سعر أسطوانة الغاز الصناعي وصلت إلى حوالي 400 ألف ليرة، وسعر ليتر المازوت غير المدعوم بـ 13 ألف ليرة، والأهم من ذلك وصول سعر الطن الواحد من الدقيق المسمى زيرو إلى نحو 10 ملايين ليرة، وسعر الطن الواحد من السكر إلى نحو 15 مليون ليرة، ما عدا أسعار الزيت والسمنة، وأكد بأن ارتفاع أسعار الحلويات والمعجنات انعكس عليهم بشكل سلبي، نتيجة لتراجع الحركة الشرائية أكثر من 70 بالمئة، لإحجام نسبة كبيرة من المواطنين عن الشراء وفي حال الشراء تكون الكمية محدودة وقليلة بالقطعة والقطعتين وليس كالسابق بالكيلو والعلب من الحلويات أو بعشرات القطع من المعجنات أو بعدة ربطات من الخبز، ونحن لم نعد نصنع بالكميات الكبيرة مثل السابق، ونزل شغلنا إلى أقل من النصف حتى لا تبيت أو تفسد بضاعتنا فقسمها الأكبر لا يباع.

وأشارت السيدة خلود الموظفة في مديرية التموين باللاذقية : استناداً إلى دائرة الأسعار بمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية ، فإنه من المفترض ووفق التسعيرة التموينية أن يباع كيلو الصمون بـ12 ألف ليرة، والكعك بسمسم 25 ألف ليرة، ومن دون سمسم 23 ألف ليرة، أما الخبز السياحي فسعر مبيع الربطة 11ألف ليرة، لكن مع كل أسف هذه حبر على ورق ليس لها أية علاقة بالواقع القائم حاليا، ولا أحد من الباعة أو محلات بيع المعجنات أو الحلويات يلتزم بها، والرقابة التموينية في خبر كان وتحتاج هي نفسها إلى رقابة، رغم أن تسعير هذه المواد يخضع لأسعار مستلزمات الإنتاج فعندما ترتفع هذه المستلزمات ترتفع معها أسعار المعجنات والحلويات، والأسعار المذكورة تم وضعها وفقا لدراسة معدة وفق تكاليف الإنتاج وتراعي مربح التجار والإمكانيات المادية المحدودة والبائسة للمواطن.