لكل السوريين

انتفاضة السويداء تستمر بزخم كبير.. وتبدأ بتشكيل قيادتها

تواصلت انتفاضة محافظة السويداء بزخم متزايد، وتوافدت الحشود من جميع مناطق المحافظة للمشاركة في المظاهرة المركزية الأسبوعية يوم الجمعة في ساحة الكرامة وسط المدينة، وهتفوا للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وطالبوا بإسقاط النظام وتطبيق القرار 2254، واستمرت المظاهرات المسائية في مختلف مناطق أرياف المحافظة.

وتميز هذا الأسبوع بتشكيل “الكتلة الوطنية” كتنظيم أهلي لخدمة حراك السويداء، والإعلان عن “كيان تربوي جديد”، والقيام بإصلاح بعض المرافق العامة لخدمة المواطنين، وتحويل المزيد من مقرات حزب البعث إلى مراكز خدمية أهلية في مشهد بات مألوفاً بالمحافظة، كما حدث في بلدة الغارية بريف السويداء الجنوبي، حيث حوّل الأهالي مقر فرقة حزب البعث إلى “مركز الغارية الخدمي”.

وفي بلدة شقا شمال شرقي السويداء، قام الأهالي بإصلاح بئر البلدة وإعادة فتحه أمام الجرارات والمركبات الأخرى لنقل المياه لأهالي البلدة بكلفة خمسين الف ليرة، بعد أن بلغت كلفة صهريج الماء إلى 170 الف ليرة من المناطق المجاورة للبلدة.

كيان تربوي جديد

شهد الأسبوع الثاني من الشهر الثالث لانتفاضة السويداء تشكيل كيان تربوي جديد من مدرسي ومعلمي المحافظة.

وشارك وفد كبير من المعلمين والمعلمات في المظاهرة المركزية بساحة الكرامة وهم يرفعون الكتب واللافتات التي تطالب بالتغيير السياسي وإطلاق الحريات العامة، وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.

وقال أحد المدرسين المشاركين في المظاهرة إنهم أسسوا كياناً تربوياً يمثّل معلمي ومعلمات السويداء الأحرار، وأشار إلى أن أهدافهم لا تخرج عن أهداف ساحة الكرامة المتمثلة في التغيير السياسي وتطبيق القرار 2254، إضافة إلى أهداف تتعلق بالنهوض بالعملية التعليمية، وإعادة الكرامة لمهنة التدريس وللمدرسين، وتغيير المناهج التي تمجّد شخصية رئيس النظام، وإلغاء النقابات والمنظمات التي تدور في فلكه.

ووجّه رسالة إلى كافة المعلمين والمعلمات بالمحافظة حثّهم من خلالها على الانضمام إلى الكيان التربوي الجديد.

الكتلة الوطنية

وخلال هذا الأسبوع، أعلنت مجموعة من النشطاء والمندوبين عن فعاليات اجتماعية وأهلية، تشكيل “الكتلة الوطنية” كتجمع شعبي انبثق عن الانتفاضة الشعبية.

وعرّفت الكتلة عن نفسها بقولها “نحن تجمّع لمندوبين عن مختلف البلدات والمدن في محافظة السويداء وممثلين عن معظم الفعاليات الاجتماعية والثقافية والمهنية ومختلف الاختصاصات، ننتمي للحراك الشعبي السلمي ونمثل جزءاً منه، ونسعى لنكون نواة جامعة لكتلة وطنية على امتداد الجغرافية السورية”.

وحددت أهدافها بالعمل على خدمة الحراك السلمي المدني، والمحافظة على استقلاليته وتنوعه الثقافي والاجتماعي والايديولوجي، بعيداً عن التجاذبات السياسية والتأطير العقائدي.

وحسب أحد أعضائها، “لا تدّعي الكتلة تمثيل الحراك أو الوصاية عليه، إنما يتركّز هدفها على منع استنزافه، من خلال النقاش والتشاور والتنسيق للوصول بالحراك لمقاصده العليا”.

وحدد إعلان صدر عن الكتلة أول هذه المقاصد بـ “المطالبة بتنفيذ القرار 2254، والحريات السياسية والمدنية، والدستور العادل، والمساواة بالحقوق والواجبات و العدالة الاجتماعية”.