لكل السوريين

مع دخولها شهرها الثالث.. انتفاضة السويداء تؤكد على استمرارها لتحقيق مطالب السوريين

تقرير/ لطفي توفيق

بخطى ثابتة وتصاعد مستمر، تدخل انتفاضة السويداء شهرها الثالث، ويستمر الحراك الشعبي في السويداء وأريافها ليؤكد أن مطالب السوريين بالتغيير السياسي في بلادهم لم تتراجع، ويصبح الحراك محط اهتمام أغلب السوريين سواء في داخل البلاد أو في مختلف المغتربات.

ولعل أبرز ما حققته هذه الانتفاضة حتى الآن يكمن في استقطابها لكافة مكونات وشرائح المحافظة الاجتماعية، ونسفها للمزاعم التي ترددها أبواق النظام حول وجود نوايا انفصالية لدى متظاهري السويداء في محاولة لإفراغ الانتفاضة من اهدافها الوطنية، وتأليب الشارع السوري ضدها، حيث تمسكت منذ يومها الأول بالشعارات التي تؤكد على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وماتزال حناجر المنتفضين تصدح كل يوم بالشعار “الشعب السوري واحد”.

وأعادت الانتفاضة القرار الدولي 2254 الصادر منذ عام 2015 بزخم كبير إلى واجهة المشهد السوري بعد أن عرقل النظام وحلفاؤه تطبيقه في محاولة لتجاوزه.

الانتفاضة مستمرة

احتشد آلاف الأشخاص في ساحة الكرامة في المظاهرة المركزية يوم الجمعة، بحضور وفود من مختلف قرى وبلدات المحافظة.

وتعالت الهتافات المطالبة بإسقاط النظام، مع الأغاني والأهازيج الشعبية، وشهدت المظاهرة مشاركة من مختلف الفئات العمرية.

ورفعوا المتظاهرون لافتات تضامن مع ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وضحايا قصف النظام في إدلب.

وأكدوا على تمسكهم باستمرارية الحراك السلمي ودعوا إلى استمرار تظاهرات القرى والبلدات خلال أيام الاسبوع، مع استمرار المظاهرات المركزية كل يوم جمعة في ساحة الكرامة.

وكان الحضور النسائي لافتاً في الحراك بما يؤكد على دور المرأة التي كانت إلى جانب الرجل منذ بداية الانتفاضة، وأبدعت في تحريك الشارع وتنظيمه عبر خطاب متماسك يدعو لقيام دولة علمانية يحكمها قانون يساوي بين جميع مكونات المجتمع على مساحة الوطن.

وفي سياق الحراك الشعبي، أحيا المتظاهرون الذكرى الأولى لرحيل المناضلة منتهى سلطان الأطرش، من خلال مظاهرة أمام صرح قائد الثورة السورية الكبرى في بلدة القريّا، تخللتها شعارات تدعو إلى التغيير السياسي، ورحيل المنظومة الحاكمة، ورفع صور عدد من المعتقلين والمغيبين قسراً، إضافة إلى لافتات كتب عليها “بدنا المعتقلين، ونعم للقرار 2254.

واستمر منظمو الحراك الشعبي في التأكيد على سلميته واستمراره إلى أن تتحقق مطالب الشعب السوري.

وفي هذا الاتجاه ذهبت تصريحات الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين سماحة الشيخ حكمت الهجري حيث قال خلال استقباله لوفد من مدينة شهبا، “نحن حضاريون وعلمانيون وهذا ما أثبته الحراك السلمي”

وأكد أن مطالب الحراك مطالب لكل السوريين وسيستمر حتى تحقيق كل هذه المطالب.

وأضاف “نحن مع التعدد السياسي الذي كنا محرومين منه وإن لم نصل إلى تعددية سياسية فنحن من سيء إلى أسوأ”.