لكل السوريين

التراث الحضاري لمدينة اللاذقية (1)

اللاذقية/ سلاف العلي

يبدأ تاريخ اللاذقية منذ مليون عام خلت، ثم يمر بكافة العصور دون انقطاع وهي العصر الحجري القديم والوسيط والحديث، ثم العصر الحجري النحاسي، تليها عصور البرونز القديم والوسيط والحديث، يأتي بعده عصر الحديد، ومن ثم العصور الكلاسيكية(يوناني- روماني- بيزنطي)، ومع حلول القرن السابع الميلادي يبدأ العصر الإسلامي وحتى وقتنا الحاضر.

المواقع الأثرية في اللاذقية:

1-أوغاريت:

تقع شمال اللاذقية على بعد 15 كم، اكتشفت مصادفة عام 1929م ، ومن أهم معالم المدينة الأثرية البوابة الملكية والقصور والمعابد والأسواق والمساكن الكبيرة والمدافن الملكية وغيرها الكثير.

ولعل أهم المكتشفات في أوغاريت رقيم فخاري صغير يحوي ثلاثين حرفا، يمثل أقدم أبجدية معروفة في العالم حتى الآن. ومن الجدير بالذكر بأن حدود مملكة أوغاريت قبل حوالي أربعة آلاف عام تنطبق على حدود محافظة اللاذقية اليوم، وكانت تربط أوغاريت علاقات تجارية واسعة مع دول البحر المتوسط كافة، تعمل في هذا الموقع بعثة أثرية سورية-فرنسية مشتركة.

2-موقع رأس البسيط:

ينتصب هذا الموقع بمحاذاة البحر شمال اللاذقية على بعد 50 كم، وهو موقع أثري هام تعود أقدم سوياتة الأثرية إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وتنقب فيه بعثة أثرية كندية اكتشفت فيه معالم هامة منها كنيسة يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، ونعتقد لهذا الموقع أن يلعب دوراً هاماً في السياحة الثقافية والدينية عند إنجاز أعمال التنقيب والترميم فيه، كونه يقع في قلب غابة من الصنوبر والبلوط مجاوراً لشاطئ البحر المتوسط، مما يضفي الكثير من الجمال والبهاء عليه.

3-موقع ابن هاني:

يقع على شاطئ البحر مباشرة مجاوراً لفندق الميريديان، وهو منشأة مرفأيه قديمة ويضم قصرين ملكيين، ومن أهم الاكتشافات التي تحققت في الموقع اكتشاف منشأة لصب قوالب البرونز، التي كانت تستخدم في ذلك العصر أساسا للتبادل التجاري خلال الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر هذا الاكتشاف خارقاً للمألوف باعتبار هذه المنشأة الوحيدة المكتشفة في العالم القديم حتى تاريخه، مما يؤكد دور الساحل السوري في الاقتصاد والتجارة في عالم البحر المتوسط.

4-قلعة صلاح الدين:

من أهم القلاع والحصون الأثرية في سورية، تقع على بعد 35 كم شرق اللاذقية في بلدة الحفة وتنتصب فوق واحدة من ذرى الجبل الأشم، تحيط بها وديان عميقة أقدم آثار القلعة يعود إلى الفترة البيزنطية، ثم سيطر عليها الصليبيين وعمروها وبقيت بيدهم حتى قدوم صلاح الدين محرراً للقلعة عام 1188م، وأضاف إليها القصر والمسجد والحمام والمدرسة وتتألف القلعة من الأسوار الضخمة والأبراج العالية والأبنية الفخمة والساحات والمستودعات وغيرها.

5-قلعة المهالبة:

تقع هذه القلعة على بعد 40 كم إلى الشرق من مدينة اللاذقية قرب مدينة القرداحة، أطلق عليها الجغرافيين والمؤرخين العرب في القرون الوسطى اسم “حصن بلاطنس”، بنيت القلعة من قبل عشائر الجبلية المعروفين باسم بني الحمر في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، ثم احتلها الصليبيون عام 1118 م وفتحها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م، والقلعة مبنية على قاعدة صخرية ترتفع 750 متراً عن سطح البحر ومهدمة في بعض مواقعها جزئياً والبعض الآخر كلياً، وقد باشرت المديرية العامة للآثار والمتاحف بأعمال الترميم استهدفت إظهار القلعة وإبرازها وتقديمها للسياح والجمهور بالشكل اللائق.

6-متحف اللاذقية:

يقع المتحف في بناء تراثي جميل عمره أكثر من ثلاثمائة عام، ويضم آثار الإنسان الذي عاش في ربوع ساحلنا وتتوزع الآثار بالمتحف في خمس قاعات وهي مخصصة لعرض آثار أوغاريت وابن هاني والآثار الكلاسيكية والآثار الإسلامية ثم قاعة للفن الحديث، ويضم المتحف حديقة واسعة توزع فيها مجموعة هامة من الآثار الحجرية المكتشفة في اللاذقية وتشبه هذه الحديقة متاحف الهواء الطلق العالمية.