لكل السوريين

اقتحام جديد لجنين ومخيمها.. والمقاومة تتصدى وتحذيرات من اشتعال المنطقة

منذ أن تشكلت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة جاهرت بنيتها توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وضم الضفة الغربية، وشهدت الضفة فترة أكثر سخونة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث تطورت عمليات المقاومة بشكل ملحوظ، وتصاعدت العمليات الفدائية بإطلاق النار على الجنود والمستوطنين والمقذوفات الصاروخية على مستوطنات غلاف جنين شمال الضفة،

كما حدث تطور لافت في تفجير العبوات الناسفة ضد قوات الاحتلال.

وفي آخر عملية لحكومة نتنياهو، اقتحمت جنين ومخيمها أربعون آلية مصفحة مدعومة بطائرات مسيّرة، وتسلل المهاجمون بسيارات مدنية فلسطينية إلى المنطقة وتحصنوا في بعض المباني هناك قبل أن يشنوا هجومهم على جنين ومخيمها.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه من المنطقة إن عملية الاقتحام حققت أهدافها وتم اعتقال المطلوبين الذين حاولوا إطلاق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات إسرائيلية خلال الأشهر الماضية.

في حين وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية الاقتحام بالمحاولة الفاشلة، وأشارت إلى أن جنين ستبقى سيفاً مشرعاً في وجه المحتل وأعوانه.

المقاومة تتصدى

قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن الاحتلال فشل في تحقيق هدفه من الاقتحام، وذكر مصدر من الكتائب بجنين أن المقاومين كشفوا القوة الصهيونية الخاصة التي تسللت إلى المخيم واشتبكوا معها وأفشلوا هدفها الرئيسي.

وذكرت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس أنها استهدفت مسيّرات الاحتلال وأسقطت إحداها وسيطرت عليها.

وأشارت الكتيبة إلى أن وحدة الهندسة التابعة لها فجّرت عبوات معدّة مسبقاً في آليات الاحتلال وأصابت بعضها بشكل مباشر.

وأضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ محاولة فاشلة على أطراف مخيم جنين، وأكدت أن “جنين ستبقى بحاضنتها الشعبية ومقاومتها سيفاً مشرعاً ولهيباً على المحتل وأعوانه”.

وذكرت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، أنها استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي بالرصاص والعبوات الناسفة.

وبث ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو أظهرت تصدي فصائل المقاومة لآليات الاحتلال أثناء اقتحامها في لمخيم جنين، وانفجار عبوات ناسفة في مدرعات وناقلات جند إسرائيلية خلال سيرها بسرعة في شوارع المخيم.

ذاكرة الغطرسة قصيرة

وكانت إسرائيل قد شنّت عملية عسكرية واسعة النطاق على مدينة جنين ومخيمها، شارك فيها ألف جندي وضابط ينتمون إلى ألوية الصفوة في جيش الاحتلال.

وحسب البيانات الصادرة عن القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب، فإن العملية التي أطلق عليها “المنزل والحديقة” هدفت إلى تصفية مكانة منطقة جنين الحاضنة للمقاومة، وتدمير معامل إنتاج العبوات الناسفة التي باتت كابوساً للعربات المدرعة التي تقتحم المدينة ومخيمها، وإحباط قدرة المقاومين فيها على التواصل مع قيادات المقاومة خارج حدود الضفة الغربية.

وجاءت هذه العملية نتيجة لضغوط اليمين الديني في حكومة نتنياهو، وقادة المستوطنين في الضفة والمرجعيات الدينية اليهودية، للتغطية على التوترات الداخلية المتصاعدة بسبب إصرار حكومته اليمينية المتطرفة على تمرير خطة “التعديلات القضائية”.

وجاءت هذه العملية مع استمرار حملة “كاسر الأمواج” التي أمرت بتنفيذها حكومة بينت لبيد السابقة قبل عامين، وركزت على شمال الضفة الغربية وخاصة على جنين ومخيمها ومدينة نابلس ومحيطها، واغتال جيش الاحتلال خلالها العشرات من قادة وعناصر حركات المقاومة فيها واعتقل المئات منهم.

وقبل ذلك شن جيش الاحتلال حملة “السور الواقي” في الضفة الغربية دمّر خلالها مخيم جنين بالكامل، وبعد أكثر من عقدين من الزمان، يواجه الاحتلال الآن الجيل الذي ولد في المخيم بعد تدميره، ليجده أكثر قوة وأشد بأساً من الأجيال السابقة.

ولكن غطرسة الحكومة اليمينية المتطرفة لا تستوعب فشل الرهان على خيار القوة في مواجهة شعب يزداد إصراراً على التخلص من محتليه.

المنطقة ستحترق

على صعيد آخر، حذر مسؤولون عسكريون وأمنيون إسرائيليون من انفجار واسع بالمنطقة بسبب إجراءات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير تجاه الاسرى الفلسطينيين.

وذكرت وسائل إعلام الاحتلال نقلاً عن مصادر مطّلعة أن بن غفير رفض طلبات نتنياهو الذي طالبه بالتراجع تلك الإجراءات التي بدأ بتنفيذها من خلال خفض زيارات أهالي الأسرى الفلسطينيين إلى مرة كل شهرين بدل مرة كل شهر.

وحاول نتنياهو إلغاء هذا القرار بسبب الانتقادات الواسعة التي وجهت له، مما ساهم بتصاعد حدة الخلاف بينه وبين وبن غفير الذي يستعد لتطبيق خطة أكبر للتضييق أكثر على الأسرى الفلسطينيين تشمل تقليص المنتجات المختلفة داخل المقاصف وحذف المزيد من القنوات التلفزيونية التي يسمح للأسرى بمشاهدتها ومنع الطبخ الذاتي وإلغاء مهام الممثلين عن الأسرى أمام مصلحة السجون.

ونقلت وسائل إعلام الاحتلال عن بن غفير قوله إن مسألة الزيارات متروكة له وحده.

وحسب هذه الوسائل، يتزامن خلاف نتنياهو وبن غفير مع تحذير كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين من أن أي تغيير في ظروف الأسرى خلال هذه الفترة سيشعل جميع الجبهات.