لكل السوريين

“الصيادية” هي أكلة بحرية معروفة في الساحل السوري

تقرير/ سلاف العلي

تنفرد كل محافظة من المحافظات السورية بخصوصية أكلاتها وموائدها التي تميزها عن الأكلات في المحافظات الأخرى، لدرجة باتت فيها العديد من هذه الأكلات بمنزلة هوية تراثية لهذه المدينة أو تلك، ويمكن القول إن المطبخ الساحلي حظي بنصيب وافر من الشهرة والتميز من حيث تنوع الأطباق وكثرتها، ومناسبات كل منها، وأيضاً بطرق طهوها، وبساطة محتوياتها التي تناسب الجميع.

ان للبيئة أو المكان في المأكولات الشعبية، فمجاورة البحر تفرض على سكان الساحل طقوسها، وأهل الساحل يتقنون ويتفنون في عمل أكلات السمك، ويكرم ضيفهم بأكلة شعبية بحرية معروفة وهي الصيادية ولأن الكرم من الصفات التي يعتد بها ان الساحل السوري صديق البحر، فهم يؤمنون غذاءهم ومعيشتهم من البحر، يصطادون الأسماك وغيرها، أن مؤنتهم تعتمد على ما تنتجه البيئة البحرية، جغرافيتهم وما تتعلق بالمثل والعادات والتقاليد.

فالصيادية من الأكلات من الاكلات الشعبية البحرية البيئية القديمة بقدم الانسان الساحل، او سكان الشواطئ، وكانت تشكل الوجبة الرئيسية لهم، ولهذا تفننوا في عملها، وعمليان ان جميع المأكولات تعتمد على ما تقدمه البيئة المحلية، لذلك معظم اكلاتهم كانت منتجات بحرية.

الأكلات الشعبية في الساحل السوري تتميز بتنوعها فضلا عن طعمها الطيب ورائحتها الزكية المميزة حيث تتفنن النساء في صنعها كما أن بعضهن اتخذها مهنة تؤمن لهن دخلا جيدا، معتمدات على ما توفره بيئتهن من مواد لتجهيز هذه المنتجات البيئية.

ويتم تحضير الصيادية: ننظف السمك جيداً من القشور من الداخل والخارج ونغسله بالماء والملح ثم نضعه في وعاء. نضع الملح والفلفل الأسود والكمون والكركم والكزبرة في صحن ونخلطهم جيداً ونضع ثلث كمية التوابل على السمك. نضيف ملعقتين كبيرة من الزيت النباتي على السمك ونقلب جيداً حتى تختلط التوابل بالسمك. نضع السمك في طبق الدقيق ثم نقلي السمك في مقلاة تحتوي على الزيت الساخن ونتركه حتى يصبح لونه ذهبيا.

الصيادية نوعان:

1- صيادية صفراء، من الرز والسمك، بعد قلي السمك واستواء الرز، يقلب وعاء الرز فوق السمك بعد وضع قليل من العصفر أو الورس عليه.

2- صيادية حمراء، بداية يقلى بصل بالزيت حتى يتحول لونه إلى أحمر غامق، يوضع ماء في الوعاء وتوضع السمكة أو الأسماك، التي تظل في الماء حتى الاستواء، ونأخذ الماء ونطبخ عليه البرغل. ثم نأكل من البرغل والسمك.

في وقتنا الراهن مع الغلاء الفظيع وضعف القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية ومن بينها الاسماك، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لساعات طويلة وعدم الإمكانية للاحتفاظ بالأطعمة، لقد فرضت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على كثير من الأسر الالتزام بشروط الواقع إضافة الى قلة إتقان الفئات العمرية الشابة تحضير أطباقهم الشعبية المحببة.