لكل السوريين

ضعف الإمكانية والتوافق، أهم اسباب الطلاق المبكر باللاذقية

اللاذقية سلاف العلي

ازدادت حالات الطلاق بين الأزواج في عمر متقدم، في الأوقات الأخيرة، وذلك نتيجة الظروف المعيشية الصعبة في سوريا والوضع الاقتصادي المتردي، والذي أدى الى أوضاع نفسية مشدودة دائما، وأصبحت كلمة طلاق على حد السيف ومتوقفة على أي سلوك كان ومن أي طرف ليتم قولها.

السيدة امل وهي محامية معروفة في مدينة اللاذقية قالت لنا: فإنه يوميا يزورها في مكتبه باللاذقية حالتين وأحيانا 3 من الأزواج الذين مضى على زواجهم أكثر من 30 عاما يرغبون بالطلاق، وتابعت المحامية: السيدات هي الفئة الأكثر التي تبادر لطلب الطلاق والسبب سوء الوضع الاقتصادي والغلاء وارتفاع أجار المنازل فالبعض بالكاد يؤمن الخبز يوميا لأولاده فما بالك بمصروف المدارس والجامعات وغير ذلك، وغالب الأحيان تصل الأمور الى الطلاق بعد مسيرة حياة طويلة مملوءة بالمعاناة والمشاكل وتنفجر أخيرا لسبب مباشر يتعلق بالظروف المعيشية والحياتية القاسية والتحجج بعدم القدرة على الاستمرارية في مثل هكذا ظروف قاهرة.

السيدة دعد اخبرتنا: انها طلبت رفعت دعوى طلاق على زوجها البالغ 65 عاما بسبب بخله وعدم الوفاء بالتزاماته تجاه عائلته؛ وأن زوجها بعد التقاعد قبض مبلغ يقارب الـ 7 ملايين لكن لا تدري أين ذهب به وعندما يطلب منه أولاده أي شيء يقول (ما معي- ما في مصاري)، وأضافت ان الغلاء قصف عمر البشر التي بالويل تؤمن لقمة عيشها، فكيف إذا كانت ربة المنزل غير موظفة وليس لها معيل وأولادها في المدارس، ماذا تفعل؟ لذلك قررت أن أطلب الطلاق فلن أعود لأعيش معه بسبب بخله على بيته وأولاده.

السيدة جميلة وام لثلاثة أولاد وموظفة في أحد دوائر الدولة بينت لنا سبب طلب الطلاق من زوجها وقد مضى على الزواج أكثر من 28سنة وقالت: لا يصرف على المنزل وهو بلا عمل منذ تقاعده وينتظرني لأقبض راتبي كل شهر من أجل أن نشتري حاجات المنزل؛ وتشير إلى أنها على هذه الحال منذ 6 أشهر وكل شهر تتأمل أن يكون أفضل من الذي سبقه لكن : طفح الكيل والوضع لم يعد يحتمل بحسب تعبيرها، وأن زوجها كان يقبض راتبه ويسدد ديونه التي يكون قد سحبها من دكان الحارة ثمن دخان ومتة فقط، لذلك فقد تركت المنزل واستأجرت غرفة مع اولادها، فهي تذهب من الصباح الى وظيفتها  وبعد الظهر في بيوت الميسورين حيث تقوم بجلي الصحون وتنظيف المنازل وشطف الأدراج في أيام العطلة.

السيد يحيى وهو متقاعد ويجري معاملة الطلاق بعد زواج دام 24 سنة ولديه اربع أولاد شباب وطلاب جامعة اعلمنا: انه تم الطلاق مع زوجته بسبب لم بالإمكانية التوافق والاتفاق على أي شيء ودائما المشاكل بالبيت وعلى أي سبب كان ، لكن بصراحة الامر يعود الى أن الحالة الاقتصادية  سيئة جدا، وهي من أهم الأسباب التي تؤدي الى لجوء الزوجين للطلاق فتكاليف الطعام واللباس والتداوي والدراسة أصبحت أكبر من أن يتمكن الشخص العادي من تأمينها؛ وبالتالي فإن عدم مقدرة الزوج على تأمين أساسيات الحياة يخلق مشكلات داخل العائلة وقد ينتهي بها المطاف إلى تدمير استقراره مثل ما حدث معنا ، الوضع الاقتصادي الذي نمر به جميعا يفاقم الإشكاليات داخل الأسرة لتصل إلى خلافات قد تنتهي بالطلاق وهذا ما أصبحنا نراه حاليا بكثرة بالنسبة للزيجات القديم، على اعتبار أن نسبة الطلاق سابقا كانت الغالبية العظمى منها للزيجات الحديثة أما بالنسبة للزيجات القديمة فقد كانت في الحدود الدنيا، لذلك نجد أن السبب الرئيسي بتزايد حالات الطلاق هو الوضع الاقتصادي، وأن الكثير من العائلات تعيش حاليا في مساكن مستأجرة نتيجة فقدها لمساكنها التي كانت تستقر فيها، وهذا الايجار يشكل أعباء إضافية فوق أعباء وتكاليف المعيشة وتصبح الحياة الزوجية غير مستقرة والحالة النفسية للزوجين محبطة جدا ، والطرفين واقفين على نكشه صغير لتنفجر المواقف.