لكل السوريين

رغم المآسي وتعدد المبادرات.. المعارك في السودان مستمرة

مع دخول المعارك في السودان أسبوعها الثاني من الشهر الثالث على اندلاعها، اتسعت دائرة المواجهات في مختلف أنحاء البلاد، مما أدى إلى قوع العديد من القتلى والجرحى، وتزايد أعداد النازحين عن منازلهم وبلدانهم، وفاقم معاناتهم في الدول المستضيفة لهم وعلى حدودها.

وللمرة الأولى قصف الجيش مواقع تمركز قوات الدعم السريع في مدينة الأُبيِض، عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان، وأعلن عن إسقاط مسيرتين أثناء محاولة قوات الدعم السريع قصف سلاح المدرعات التابع للجيش في الخرطوم.

وأثار استخدام هذه القوات للمسيرات الشكوك حول مصدرها، في حين أكد مصدر من القوات أنه تم الحصول على المسيرات من مراكز الجيش التي سيطرت عليها.

وفي أم درمان، بث ناشطون صور دمار في منطقة مجمع المحاكم بشارع الوادي، إثر غارة جوية شنتها طائرات الجيش السوداني على موقع لقوات الدعم السريع، وأسفرت عن  دمار في مخبز في المنطقة، وبمحطة وقود مجاورة لموقع القصف.

ورغم مبادرة الاتحاد الأفريقي، وجهود الجبهة المدنية الوطنية لإسكات صوت البنادق وحل الأزمة، والوساطة الأميركية السعودية عبر منبر جدة، مازالت الاشتباكات العسكرية مستعرة، ومازال الجيش وقوات الدعم السريع يتبادلان الاتهامات بشأن الأزمة الإنسانية، والهجوم على المستشفيات واستخدام المناطق المدنية كدروع بشرية وعرقلة عبور المساعدات.

مبادرات دون جدوى

أعلن الاتحاد الأفريقي نهاية شهر أيار الماضي عن خريطة طريق لحل الصراع بالسودان، تضمنت وقف الأعمال العسكرية بشكل فوري ودائم، واستكمال العملية السياسية الانتقالية وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية.

وأعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقّيها مبادرة وطنية من الجبهة المدنية لحل الأزمة،

وتضم الجبهة قوى سياسية ونقابات وتنظيمات مجتمع مدني، وتسعى لوقف الصراع واستعادة الديمقراطية، وتطالب بأولوية حماية المدنيين، والعمل على إسكات صوت البنادق.

ثم تصدرت الوساطة الأميركية السعودية مبادرات وقف القتال في السودان، حيث استضافت مدينة جدة السعودية المفاوضات بين وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ الخامس من شهر أيار الماضي.

وتهدف المبادرة المشتركة إلى خفض التوتر وتهيئة الأرضية اللازمة للحوار، والالتزام بحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية، وفرض الهدنة وتمديدها وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنشاء لجنة لمراقبته تتكون من ممثلين من الوساطة وطرفي الصراع.

وأعلنت قوات الدعم السريع تمسكها بمنبر جدة، ودعت إلى توحيد كافة المبادرات في هذا المنبر ومشاركة الأطراف التي أبدت رغبتها في دفع جهود السلام.

بينما يرى الجيش السوداني أن تعدد المنابر لا يساعد في الحل، ودعا نائب رئيس مجلس السيادة القوى الإقليمية والدولية لتوحيد الجهود وإيقاف حالة تعدد المنابر و تعدد المبادرات.

نتائج مأساوية

ذكر المشرفون على  الوساطة السعودية الأميركية بين الجيش والدعم السريع بمدينة جدة السعودية أن الطرفين لم يلتزما بالهدنة التي يوقعان عليها.

وجاء في بيان سعودي أميركي مشترك أن الجيش السوداني غالباً ما يخرق الهدنة، وفي المقابل لا تلتزم قوات الدعم السريع بها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها “إن قوات الدعم السريع تتحمل في المقام الأول مسؤولية ارتكاب الفظائع في دارفور”، واتهم بيان الوزارة  قوات الجيش بالتقصير في حماية المدنيين، وأشار إلى انتشار العنف الجنسي وأعمال القتل على أساس عرقي.

وحول النتائج المأساوية للحرب في السودان، أعلنت الأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي عن مقتل 730 شخصاً وإصابة نحو 5500 آخرين، جراء الاشتباكات بين الفريقين المتقاتلين منذ منتصف شهر نيسان الماضي.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باستمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عدة مواقع من بينها العاصمة الخرطوم.

وذكر المكتب الأممي في بيانه أن ما يقارب مليون ونصف شخص أجبروا على الفرار من ديارهم، منهم أكثر من مليون نازح داخل البلاد، فيما يتوزع الباقون في البلدان المجاورة وهي مصر وتشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا.