لكل السوريين

بعد محاولة قصف الكرملين..روسيا تهدد، وأوكرانيا تنفي مسؤوليتها، وواشنطن تكذّب موسكو

اتهمت روسيا كييف بمحاولة اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، وأعلنت أن الجيش والاستخبارات الروسيين عطّلا طائرتين مسيرتين حاولتا الهجوم على قصر الكرملين، ولكنها لم تقدم أي دليل على اتهامها لكييف بمحاولة الاغتيال.

ووصفت موسكو الهجوم بالعمل الإرهابي، واحتفظت بحق الرد عليه في المكان والزمان المناسبين، بما يشير إلى أنها قد تستغل ما قالته عن هذا الهجوم لتبرير مزيد من التصعيد في الحرب مع أوكرانيا.

وفي تفسير حيثيات الهجوم الملتبسة، رجّح خبراء أن تكون المسيرات التي استهدفت الكرملين قد انطلقت من الأراضي الروسية، وربما من المباني المجاورة أو القريبة من المبنى المستهدف.

ومن ناحية أخرى، تحدث خبير عسكري عن احتمال أن تكون أوكرانيا نفذت الهجوم من خلال جماعات تابعة لها تعمل داخل الأرض الروسية، وخاصة أن هذا النوع من المسيرات يمكن الحصول عليه بسهولة.

وتوقع الخبير أن يشمل الرد الروسي أهدافا سياسية وعسكرية، سواء بتصفية الرئيس زيلينسكي وأعوانه، أو تدمير الأماكن التي تدار بها السياسية الأوكرانية، وضرب أهداف البنية التحتية التي تشمل منشآت الطاقة.

تهديدات روسية

صعّدت موسكو تهديداتها الموجهة لكييف بعد الهجوم على الكرملين، وهددت بردود فعل قاسية،

وقال ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي “بعد الهجوم الإرهابي على الكرملين، لم يتبق سوى خيار التصفية الجسدية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأعوانه”.

وطالب رئيس مجلس الدوما الروسي باستخدام “الأسلحة القادرة على ردع النظام الإرهابي في كييف وتدميره” رداً على هجوم بمسيرتين على الكرملين.

وأضاف فولودين أن روسيا يجب ألا تتفاوض مع الرئيس الأوكراني بعد الهجوم، مشيراً إلى أن المفاوضات مع نظام زيلينسكي “غير ممكنة، فهو يهدد أمن روسيا وأوروبا والعالم بأسره”.

ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس الدوما إن ما وصفه بالعمل الإرهابي ضد الرئيس بوتين يمثل هجوماً على روسيا، وطالب بإعلان زيلينسكي “شخصية إرهابية رسمياُ”.

وضمن ردود الفعل أيضا، قال عضو مجلس الدوما سيرغي ميرونوف إن الهجوم على الكرملين يبرر استمرار الحرب على أوكرانيا وتصفية قيادتها السياسية.

أوكرانيا تنفي مسؤوليتها

نفت أوكرانيا نفياً قاطعاً أي علاقة لها بالهجوم على الكرملين، وقال الرئيس الأوكراني إن بلاده لم تهاجم موسكو أو الرئيس الروسي.

وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي عقده في هلسنكي “نحن لا نهاجم بوتين أو موسكو، نحن نقاتل على أراضينا”.

وبدوره، قال مستشار الرئيس الأوكراني في تصريح للصحفيين “بالتأكيد، لا علاقة لأوكرانيا بهجمات المسيّرات على الكرملين”.

وذكر ميخايلو بودولياك أن ظهور مسيرات مجهولة فوق الكرملين يشير إلى عمل قوات المقاومة المحلية.

وقال مسؤول أوكراني رفيع إن الهجوم على الكرملين “يشي بأن موسكو تخطط لهجوم إرهابي واسع النطاق ضدنا في الأيام المقبلة”.

ونقل عن المتحدث باسم الرئيس الأوكراني قوله “إن الهجوم الذي حدث على الكرملين في موسكو خدعة نتوقعها من خصومنا”.

كما قالت سكرتيرة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوكراني إن “الهجوم على الكرملين مخطط من قبل موسكو”.

واشنطن تكذّب الكرملين

قالت الولايات المتحدة الأميركية إن اتهامات روسيا حول علاقة واشنطن بالهجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين “مزاعم كاذبة”.

وصرح المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، في تصريحات صحفية “يمكنني أن أؤكد لكم أن الولايات المتحدة غير ضالعة في هذا أيا كان ما حدث، فنحن غير متورطين فيه… لا علاقة لنا بهذا”.

وأضاف أن واشنطن لا تشجع أو تمكن أوكرانيا من ضرب أهداف خارج حدودها.

وذكر جون كيربي أنه لم يتضح بعد ما الذي حدث بالضبط في الكرملين، وأضاف “ما زلنا لا نعلم حقا ما حدث ولا تزال واشنطن تقيّم الموقف”.

وأشار إلى أنه من السابق لأوانه القول إن روسيا ستستخدم حادثة الكرملين ذريعة لمزيد من الاستفزازات في أوكرانيا.

وكانت روسيا قد اتهمت الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجوم على موسكو، وقال المتحدث باسم الكرملين، في إفادة صحفية “نعرف حق المعرفة أن القرارات بشأن هذه الأفعال لا تتخذ في كييف بل في واشنطن”.