لكل السوريين

محافظة السويداء.. قلق من اقتتال عشائري وشيك

السويداء/ لطفي توفيق

أشعلت جريمة قتل وقعت العام الماضي فتيل أزمة بين عدّة عشائر متواجدة في محافظتي درعا والسويداء، وتزايدت المخاوف من الانزلاق إلى اقتتال عشائري، بعد ردود فعل عشيرة القتيل التي تمثلت بعمليات الخطف والقتل.

بدأت الأزمة منتصف شهر تموز 2022، عندما قتل شاب من عشيرة الرمثان المنحدرة من قرية الشعاب بريف السويداء الشرقي، على طريق بين محافظتي درعا والسويداء، واتهمت العشيرة عدة أشخاص من عشائر مختلفة بقتله، وادعت أن المغدور كان ضيفاً عندهم، وبعد مغادرته لاحقوه وقاموا بقتله وسلب أمواله وسلاحه.

وبدأت ردود الفعل قبل أيام، حيث اختطف مسلحون من العشيرة أحد ابناء عشيرة العميرات، وبثوا مقطع فيديو أدلى فيه باعترافات حول مقتل الشاب من عشيرة الرمثان، وذكر فيه أسماء أشخاص زعم أنهم اشتركوا بقتله.

وردّت عشيرة العميرات في بيان قالت فيه إن ابنها المختطف أجبر على اعتراف كاذب، وأكدت أنه لا يعرف بعض الأسماء التي ذكرها في الفيديو المفبرك، وهددت بأنها سترد على خطفه.

تطورات متسارعة

وتصاعدت التطورات عندما قام مسلحون من عشيرة الرمثان الأسبوع الماضي، بقتل شخص لا علاقة له بالأمر من عشيرة العمور، أمام منزله في قرية المطلة على طريق دمشق السويداء.

وأقرّت العشيرة في بيان لها بقتل الشاب عن طريق الخطأ، وبأن أفرادها كانوا يقصدون قتل شخص آخر يحمل نفس الاسم من عشيرة العميرات.

وقالت “نتحمل كافة المسؤولية وما يمليه علينا الحق العشائري من أهل وعائلة المرحوم”.

كما خطف مسلحون منها شخصاً من عشيرة الشرعة المتواجدة في منطقة اللجاة بريف درعا، وهو من الذين جاء اسمهم في اعترافات المختطف.

وردّت عشيرة الشرعة في بيان قالت فيه إن شهادته كاذبة، وإن ابنها “بريء من مضمون هذه الشهادة الباطلة ولا تربطه أي صلة بالأشخاص الذين ذكرهم”.

وحذّرت في حال تعرض ابنها لأي مكروه “فإن الثأر سيكون من عشيرة الرمثان في سوريا والأردن”.

وعلى خلفية ادعاء المختطف بمشاركة بعض أفرادها بجريمة القتل، صدر بيان عن عشيرة البيضيين، اعتبر شهادته “غير مقبولة بالعرف العشائري ولا بالشرائع السماوية كافة”.

وحذّرت من أن أي اعتداء على أي من أفرادها سيواجه بالمثل.

وما تزال عشيرة الرمثان تتمسك باتهامها للأسماء التي جاءت في اعترافات المختطف، وقالت في بيان لها، إن الاعترافات تمت أمام “شيوخ ووجهاء وجمع غفير من عشائر جبل العرب”.

في حين تتحدث مصادر محلية عن تدخل العديد من وجهاء العشائر في سوريا والأردن، لمحاولة احتواء الأحداث، ومنعها من الانزلاق إلى اقتتال عشائري لا تحمد عقباه.