لكل السوريين

المنظمات والجمعيات الانسانية في إدلب تخذل الفقراء.. ومراقبون يوجهون أصابع الاتهام لتركيا

إدلب / عباس إدلبي

على غير العادة هذا العام يأتي رمضان ويرحل بسرعة والفقراء بدون تقديم اي دعم لهم وخاصة سكان المخيمات.

ظاهرة تبدو غريبة، غياب المنظمات الانسانية والجمعيات الاهلية بشكل مفاجئ وخاصة في رمضان، حيث تعود الفقير على ملئ سلته الرمضانية من عدة جهات الا ان شهر رمضان هذه السنة كان ضحلا للغاية وقاسيا على الفقير بشكل ملحوظ.

مخيم المعرة  للأرامل يشكو عزوف المنظمات والجمعيات العاملة في ادلب عن تغطية المخيم بأبسط مستلزماته وخاصة في رمضان، وبحسب اقوال بعض سكان المخيم ان المخيم لم يدخل له اي مساعدة او وجبة افطار خلال الشهر كله ،من جهة اخرى قال مشرف  المخيم السيد طلال الزعيم ان المخيم يعاني فقرا شديدا وقد طالب الجهات المعنية بمد يد العون الا ان شيئا لم يصل للمخيم ولا حتى وجبة افطار واحدة.

وحول هذا الموضوع التقينا مع مدير مكتب العلاقات العامة في مديرية التنمية السيد رضوان حيث حدثنا عن سبب عزوف تلك الجمعيات والمنظمات عن تقديم الدعم للفقراء وخاصة في شهر رمضان حيث قال.

ان هناك صعوبة بالغة في عودة الكثير من المنظمات التي نقلت عملها خارج نطاق حكومة الانقاذ لعدم الاتفاق على سياسة محددة بينها وبين وزارة التنمية وهذا السبب الرئيسي لعدم توفر الامكانيات لتقديم الدعم اللازم للفقراء في شهر رمضان حيث لا يمكن لمديرية التنمية الضغط على المنظمات العاملة في شمال غرب البلاد بتقديم دعم محدد الا اذا هم طلبوا التدخل كحالة طوارئ ،وقال الزعيم ايضا ان هناك بعض الجمعيات الخيرية المحلية عملت على تقديم وجبات افطار صائم الا انها تعمل بشكل محدود وامكانيات بسيطة ،ويضيف الزعيم قوله بأن ثمة مخاوف من الضغط على المنطقة عبر بوابة الدعم الانساني واذا ما كان هناك مؤامرة للنيل من ارادة سكان المنطقة ف سنكون امام كارثة حقيقية وحرب جديدة عنوانها لقمة العيش.

وخلال  جولة قصدنا بها اسواق مدينة ادلب بهدف استطلاع للرأي حول ظاهرة غياب الدعم خلال شهر رمضان وسبب عزوف تلك الجمعيات عن الدعم التقينا مع عدد من المواطنين وكان لكل مواطن وجهة نظر مختلفة، ابو عمر قال ان سبب غياب الدعم هو السلوك الخاطئ الذي مارسته حكومة الانقاذ تجاه المنظمات والجمعيات الانسانية، اما السيد فراس قال ان الفساد الذي مارسته تلك المنظمات من سرقة واستغلال دفع حكومة الانقاذ توقيفهم عن عملهم الامر الذي اجبرهم للخروج خارج نطاق الانقاذ.

كما قال الاستاذ مأمون وهو محام ورجل قانون ان سبب قطع الدعم عن مناطق شمال غرب البلاد هو السياسة التركية تجاه المنطقة حيث عمدت الحكومة التركية على تحويل الدعم المقدم من المنظمات والتي تقيم ضمن الاراضي التركية خارج مناطق حكومة الانقاذ بسبب رفضها التطبيع مع نظام الاسد او عدم قبول التصالح حسب الخطة التي تعتمدها تركيا.

اقوال متضاربة حول سبب قطع الدعم وعزوف معظم المنظمات عن تغطية الشمال الغربي للبلاد والفقير وحده من يدفع الفاتورة، الا وان بحسب نتيجة استطلاع للرأي فقد تبين ان تركيا تريد تجفيف منابع الدعم المقدم لمناطق شمال غرب سوريا ك ردة فعل حول رفض سكان المنطقة قبول التصالح والتطبيع مع نظام الاسد بحسب المخطط الذي اقرته تركيا وروسيا حول حل الازمة السورية.