لكل السوريين

الذكرى الخامسة لملحمتها.. مشاعر حزن وفخر بمحافظة السويداء

مرّت الأسبوع الماضي الذكرى الخامسة لملحمة تصدي أهالي المحافظة للهجوم الدموي الذي شنّه تنظيم داعش الإرهابي على قرى ومناطق مدنية في المحافظة.

وأصبح يوم الخامس والعشرين من شهر تموز، ذكرى تتمازج فيها مشاعر الحزن على الشهداء الذين ارتقوا في ذلك اليوم، ومشاعر الفخر والاعتزاز بمقاومة أهالي الجبل الأسطورية للرايات السوداء التي كان يظن حاملوها أنهم قادرون على تركيع أهالي المنطقة الذين تسابقوا إلى الموت دفاعاً عن أرضهم وعرضهم ووطنهم.

وعاش الأهالي هذه الذكرى دون مراسم أو تجمعات بسبب الوضع الاقتصادي المتردي والفلتان الأمني الذي تعاني منه المحافظة.

وكان هجوم الإرهابيين الدواعش قد تمّ بعد شهرين من نقل المئات منهم من مخيم اليرموك في دمشق إلى بادية السويداء، وإلى قرية الأشرفية على مشارف ريفها الشرقي، بعد اتفاق تم بين السلطة السورية وتنظيم داعش على إخلاء المخيم.

وحذّر الكثيرون أنداك من خطورة هذه الخطوة على أمن المحافظة ومواطنيها فبل أن يقوم التنظيم الإرهابي بسلسلة من الهجمات المتزامنة التي استهدفت الريفين الشرقي والشمالي، ومدينة السويداء.

اليوم الدامي

تحت جنح الظلام، شنّ تنظيم داعش الإرهابي هجوماً مباغتاً على ثماني قرى متاخمة للبادية شرق المحافظة، واحتل بيوتها الأولى وقتل وذبح كل من كان فيها، واتخذ منها مواقع لانطلاق عملياته، كما قتل وذبح العشرات من أهالي هذه القرى وهم نيام.

ومهّد التنظيم الإرهابي لهجماته بتفجير انتحاري في سوق الخضار وسط مدينة السويداء، وفشل بتفجير أخر، حيث تمكن مسلحون محليون من قتل انتحارين وإلقاء القبض على انتحاري ثالث قبل أن يتمكنوا من تفجير أحزمتهم الناسفة في حي سكني.

وقبيل تفجير السويداء، شنّ مسلحو داعش هجمات على عدد من القرى الواقعة على طريق دمشق في محاولة لإشغال قرى الريف الغربي ومنعهم من الوصول إلى القرى الشرقية والمشاركة بالدفاع عنها.

لكن ما لم يتوقعه الإرهابيون، هي الهبة الشعبية التي قام بها أهالي المحافظة الذين تمكنوا بعد وصول آلاف المقاتلين منهم إلى القرى الشرقية خلال ساعات قليلة من القضاء على عشرات الدواعش، وإجبار من تبقى منهم على الفرار باتجاه البادية.

وتمكنوا من استعادة كل المناطق التي دخلها التنظيم قبل غروب شمس ذلك اليوم الدامي، حيث استشهد 263 شخصاً من الأهالي غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، وأصيب المئات منهم.

عودة المختطفين

أثناء هجومه الإرهابي على قرية الشبكي، اختطف التنظيم 36 من النساء والأطفال واقتادهم شرقا نحو البادية، وتمكنت أربع سيدات منهم من الفرار، وعثر في وقت لاحق على جثتي سيدتين إحداهما مصابة بطلق ناري في رأسها والأخرى مسنة توفيت جراء التعب خلال سيرها.

وطالب التنظيم “بإطلاق سراح معتقلين للتنظيم، إضافة إلى وقف حملة النظام على حوض اليرموك”، مقابل الإفراج عن المخطوفين.

وبعد مرور أكثر من مئة يوم على اختطافهم، تسلّمت قوات من الجيش السوري المخطوفين،

وتعددت الروايات حول كيفية تحريرهم، وقيل إنها تمت بعد اتفاق عقده الروس مع التنظيم الإرهابي برعاية أميركية، ونصّ على دخول مواد غذائية إلى الجيوب التي يسيطر عليها في المنطقة الممتدة بين ريف حمص الشمالي الشرقي وريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

بينما قالت وكالة سانا “استطاع أبطالنا تحرير جميع المختطفين وقتل الإرهابيين”.

في حين ذكرت مصادر متعددة أن عملية تحريرهم المختطفين تمّت نتيجة الضغوط على موسكو وواشنطن، وتم الاتفاق عبر وسطاء مع داعش لتسليم المخطوفين مقابل دفع مبلغ مالي كبير.