لكل السوريين

“بدك تدفع لتمشي”.. اتهامات بالرشى تطال شركة تكامل بحمص

حمص/ بسام الحمد

بعد ثلاث زيارات لمركز تكامل تمكّن رشيد عمر من الحصول على بطاقة عائلية، فالشرطي الذي يقف على باب المركز يتوقف عن تسجيل الدور المجاني في السابعة والنصف صباحًا قبل وصول الموظفين، إذ يسجل نحو مئة اسم فقط.

رغم أن الشاب لثلاث مرات، كرر رحلته فجرًا من منزله في قرية الزعفرانة شمالي حمص، بعد تأكده من حمله هويته وبيانًا عائليًا قاصدًا مركز تكامل في مدينة حمص، ليحجز دورًا يمكّنه من دخول المركز دون دفع مبلغ 50 ألفًا كرشوة للشرطي المسؤول عن تنظيم الدور.

وخلال الأشهر الماضية، عانى العديد من سكان محافظة حمص اضطرارهم إلى دفع الرشى للحصول على دور، ودخول المركز، بحسب مدنيين.

ومن يتجاوز الساعة السابعة صباحًا دون الحصول على دور مجاني، عليه العودة في اليوم التالي، أو دفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية للشرطي، مقابل السماح له بالدخول دون الانتظار ضمن طابور الانتظار، قال رشيد.

وجاءت أزمة تنظيم الدور الأخيرة بعد حصر الحكومة حصول السيارات الخاصة على البنزين عن طريق البطاقة، ويضطر أصحاب السيارات إلى استخراج بطاقة جديدة بعد عملية بيع أو شراء سيارة جديدة.

بينما اضطر أحمد محمد وهو اسم مستعار لشاب من تلبيسة، لدفع مبلغ 60 ألف ليرة ليستطيع الدخول إلى مركز “تكامل” للحصول على بطاقة لسيارته التي اشترها مؤخرًا، حتى يتسنى له الحصول على مخصصاته من المحروقات.

إذ أن تأخره في استصدار البطاقة سيؤخر مخصصاته من المحروقات، ما يجبره على دفع الرشوة المطلوبة لدخول الدور في المركز.

وأصدرت شركة تكامل قرارًا بإيقاف بطاقات أصحاب السيارات التي ما زالت تمتلك دفتر ميكانيك ورقيًا بدلًا عن بطاقة الميكانيك، ما أجبر أصحاب السيارات على فحص سياراتهم وإعادة إصدار دفتر الميكانيك بنظام بطاقة، ومن ثم الذهاب إلى مركز تكامل للحصول على بطاقة جديدة.

يقول أحمد إن الشرطي الذي يقف على باب المركز طلب منه مبلغ 80 ألف ليرة مقابل إدخاله دون انتظار، وتجاوز الازدحام الذي لن ينتهي قبل شهر على أقل تقدير، بسبب عدد المراجعين الكبير.

وتخصص شركة “تكامل” ستة مراكز لتقديم خدماتها في محافظة حمص، ثلاثة منها في الأرياف، وثلاثة للمدينة.

مركز الشركة في حي عكرمة بحمص أغلق أبوابه منتصف شباط الماضي، بعد اعتقال كامل موظفيه بتهمة الفساد، ليزداد الازدحام على المركزين الآخرين في مركز المدينة، وهما مركز الدبلان، ومركز المواصلات الواقع في دائرة النقل.

واعتقلت الأجهزة الأمنية موظفين من المركز المغلق بتهم تتعلق بالفساد وتلقي الرشى، بينما استمرت المراكز الأخرى بالعمل بنظام الرشى حتى اليوم.

ثم أن عمل مراكز خدمة تكامل في المحافظات لا يحظى بالرضا من قبل المواطنين، ولا سيما في ظل الفوضى الحاصلة أمام المراكز، إضافة إلى سوء ومزاجية التعامل من قبل موظفيها وعدم التجاوب مع المراجعين، حتى وسائل الإعلام المحلية لا يُسمح لها بطرح بالتساؤلات.

وامتدت مشكلات مراكز أخرى إلى أبعد من مراكز المدن، ففي مدينة سلمية شرقي حماة، يعمل مركز تكامل بجهاز قطع واحد يخدم المدينة مع ريفها، مع وجود قيود لعائلات قدمت من مدن أخرى.

وبطبيعة الحال، يشهد المركز يوميًا أعدادًا كبيرة من المراجعين، ما يسبّب الازدحام والفوضى، والجميع ينتظر الدور الذي لن يأتي في ظل الأعطال الكثيرة، وانقطاع الكهرباء.