لكل السوريين

تعثر الزراعة في محافظة السويداء.. وزراعة القمح تحتضر

في ظل غياب دعم الحكومة للقطاع الزراعي واكتفائها بتشجيعه، تراجعت زراعة القمح وهو المحصول الرئيسي بالمحافظة، وضاعف تراجعها الجفاف وتكاليف الزراعة التي ارتفعت أضعافاً مضاعفة خلال السنوات الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة للكثير من المزارعين ودفعتهم إلى التوقف عن زراعة القمح والشعير في الموسم الحالي تجنباً لتحمل الخسائر من جديد.

وبعد هطولات مطرية متفاوتة الغزارة خلال أربعينية الشتاء هذا العام، شجعت مديرية الزراعة في السويداء المزارعين على زراعة القمح، على اعتبار أن الزراعة في المحافظة غالبيتها بعلية، وتعتمد على مياه الأمطار.

ولكن المديرية لم تقدم لهم المساعدات من المحروقات والبذار مما أثار مخاوفهم من المغامرة، وخشيتهم من خسائر جديدة كما حدث في العام الماضي حيث تسبب الجفاف وغياب الدعم عن المزارعين بخسائر كبيرة لهم، وباع معظمهم القمح والشعير كعلف للمواشي قبل حصاده بسبب عدم نموه.

تلاعب في المخصصات

أعلنت مديرية زراعة السويداء عن توفير 552 ألف ليتر مازوت بالسعر المدعوم، لتنفيذ خطّة زراعة محصولي القمح والشعير في المحافظة هذا العام، وهو ما يبلغ نصف كمية مخصصاتها لزراعة المحصولين الهامين فيها.

وحصل كل مزارع على ليتر مازوت واحد عن كل دونم في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى كانت نسبة التوزيع متساوية بين الفلاحين بغض النظر عن مساحات أراضيهم، مما يرجح وجود تلاعب بمخصصاتهم.

حيث أكد العديد من المزارعين أنهم لم يحصلوا على حصصهم المعلنة، وأكد آخرون أنه تم توزيع خمسة ليترات لكل مزارع، بغضّ النظر عن مساحة أراضيه.

واشترطت مديرية الزراعة منح المزارعين نصف مخصصاتهم من المازوت قبل زراعة محاصيلهم، والنصف الآخر بعد زراعتها، فامتنع الكثيرون منهم عن زراعة أراضيهم، واستخدموا المازوت للتدفئة، لتخوفهم من عدم توزيع النصف الآخر، ومن حالة الجفاف.

ولم تتجاوز نسبة زراعة القمح أربعين بالمئة من الخطّة الحكومية لهذا العام، حيث أصبح الكثير من المزارعين غير قادرين على تحمل المغامرة.

زراعة القمح تحتضر

مرّت معظم أيام أربعينية الشتاء هذا العام بدرجات حرارة فاقت المعدل السنوي، ولم يتجاوز معدل هطول الأمطار خلالها ربع المعدل السنوي، مما أثار قلق مزارعي القمح والشعير في المحافظة من موسم سيء، وعزز مخاوفهم عدم توفير المخصصات الكافية من المحروقات، وارتفاع تكاليف الحراثة، وأسعار البذار والمحروقات.

حيث بلغت تكلفة حراثة الدونم الواحد أكثر من عشرين ألف ليرة سورية، إضافة إلى ليترين من المازوت يصل سعرها بالسوق السوداء إلى حدود العشرين ألف ليرة، كما يحتاج الدونم الواحد سبعة كيلوغرام من بذار القمح، تبلغ تكلفتها حوالي 15 ألف ليرة خارج مؤسسة إكثار البذار.

وتبلغ تكلفة زراعة دونم واحد بالقمح أكثر من 45 ألف ليرة سورية، وكانت هذه التكلفة لا تتجاوز 25 ألف ليرة سورية في العام الماضي.