لكل السوريين

من تبرعات أبنائها.. محافظة درعا تؤمن خدماتها

شهدت العديد من مدن وبلدات محافظة درعا مبادرات محلية، حيث يتم جمع تبرعات الأهالي من داخل البلاد وخارجها، بهدف تحسين الواقع الخدمي، كإنارة الشوارع وحفر الآبار وتزويدها بالطاقة الشمسية البديلة عن الكهرباء، وتحسين واقع النظافة بإصلاح الآليات وتأمين المحروقات لعملها.

وانطلقت معظم حملات التبرعات بإشراف المجالس المحلية والوجهاء في تلك المدن والبلدات، وكانت أبرزها في مدينة داعل.

وحسب رئيس المجلس البلدي في المدينة تجاوزت المبالغ التي تم جمعها المليار ونصف ليرة سورية في أيامها الأولى.

وأشار رئيس المجلس إلى أن الحملة عبارة عن “فزعة أهلية ليس لها أي أبعاد سياسية”، وقال لا نريد استغلال الأموال المقدّمة إلّا لخدمة أهلنا وتخفيف أعباء الحياة عنهم.

وأضاف أن هذه الأموال ستخصص لإنارة شوارع المدينة، حيث سيتم إجراء مناقصة على أجهزة الإنارة، كما سيتم تشغيل آبار مياه الشرب فيها، وقد بدأ العمل على تجهيز القواعد الحديدية للألواح الشمسية لآبارها، كما سيتم العمل على تشغيل بوابات الانترنت.

تعميم التجربة

بعد نجاح حملة داعل انطلقت حملات مماثلة في بلدات إبطع والشيخ مسكين وتسيل ونوى والكرك الشرقي والمسيفرة والغارية الغربية وغيرها من المدن والبلدات.

وقال أحد القائمين على الحملة في بلدة تسيل “نسعى بكل جهودنا لتحسين واقع الخدمات في البلدة، وقد حققت الحملات نجاحاً في بلدات أخرى، لذلك قررنا إطلاقها في بلدتنا، وتم تشكيل لجنة من الشخصيات الفاعلة والوجهاء، وبدأنا بجمع التبرعات من المغتربين ومن الميسورين”.

وأشار أحد الناشطين من ريف المحافظة الغربي إلى “أن الحكومة تكاد لا تقوم بأي عمل، بل تكتفي بمتابعة الإصلاحات الخدمية التي تقدمها المنظمات الدولية، من إعادة تفعيل خطوط خبز في فرن ما، أو تزويد بئر بالطاقة البديلة، وتأتي بعد إنجاز هذه الخدمة للاحتفال بها وتصويرها على أنها من إنجازاتها”.

وقال ناشط آخر لم نعد نعول مطلقاً على الحكومة، بعد انتظار لمدة خمس سنوات من الوعود دون أي فائدة ترجى، “لذلك توجهنا لإدارة أنفسنا بأنفسنا”.

بين مؤيد ومعارض

يؤيد أغلب الأهالي في المحافظة هذه الحملات ويعتبرونها مهمة لأنها تخدم الناس، وتعيد بعض الخدمات لهم، بينما يرى بعضهم فيها إعادة تأهيل للسلطات التي ستعتبر هذه الحملات من إنجازاتها، ويميل أخرون إلى مساعدة المحتاجين بهذه التبرعات بدلاً من تحسين الواقع الخدمي.

بينما يستبعد رئيس مجلس مدينة داعل أن يتم تقديم مساعدات للمحتاجين من أهالي المدينة من هذه المبالغ التي تم جمعها خلال هذه الحملة، ويبرر ذلك بأنها لا تكفي للخدمات التي يتم العمل على توفيرها، ولفت إلى إمكانية تنفيذ حملة تبرع أخرى للفقراء في شهر رمضان القادم.

وقال أحد المواطنين إن هذه التبرعات زادت التقارب بين الأهالي، وعلّق على رفض البعض لهذه المبادرات بقوله معظم الرافضين للمبادرات لم يعيشوا الوضع الإنساني السيء الذي نعيشه، وحاجتنا للخدمات الأساسية وتساءل “هل نستطيع الاستغناء عن الماء على سبيل المثال، ونقول هذا من مسؤوليات الحكومة”.