لكل السوريين

ندرتها وغلاء اسعارها.. اللحوم بالحسرة، وسط البلاد يتركونها مرغمين

اختلفت أسعار اللحوم الحمراء، وبفوارق كبيرة، ما بين السعر والرسمي وسعرها في السوق، بالتزامن مع إحجام المواطنين في المنطقة الوسطى عن الشراء لارتفاع ثمنها.

واعتبر أهالي، أن النمط اﻻستهلاكي لمادة اللحوم تغير عما كان في السنوات الماضية، فالظروف المعيشية والغلاء فرض بصمته، وتحول الشراء إلى الغرامات المحدودة بعد أن كان باﻷوقية.

وارتفعت أسعار اللحوم بنسب تصل إلى 60 و70 في المئة، مع ارتفاع أسعار مختلف السلع والخضراوات والفواكه، وعدم توافر المحروقات ووقود التدفئة والغاز إلا في السوق السوداء وبأسعار خيالية، مع زيادة نسب التضخم في سوريا إلى أعلى المستويات.

ويجبر مئات الآلاف من الأشخاص في حمص وحماة وسط البلاد، على أن يكونوا نباتيين لأنهم حرموا من حقهم في شراء اللحوم لأطفالهم مع ارتفاع أسعارها إلى مستويات مرتفعة جداً.

ويبلغ متوسط سعر كيلو اللحم الأحمر في المنطقة الوسطى، أكثر من ثلثي راتب الموظف الحكومي الذي لا يتجاوز المئة ألف ليرة سورية.

وبلغت أسعار اللحوم في الأسواق، كما التالي لحوم الأغنام بين 60 و75 ألف ليرة، وبلغ سعر لحم العجل بين 50 و65 ألف ليرة.

وسعر كيلو الخروف الواقف يتراوح بين 20 ألف و25 ألف ليرة سورية، في حين أن سعر كيلو العجل الواقف بين 17 ألف و20 ألف ليرة.

وسعر كيلو لحم الضأن (الخروف) من أرض المسلخ يبدأ من 55 ألف ليرة، في حين يبدأ سعر كيلو لحم العجل من المسلخ من 49 ألف ليرة سورية.

ومن المقرر أن ترتفع أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة، لأن هناك تكاليف كبيرة يتحملها اللحامون تصل بهم إلى الخسارة في ظل الوضع الراهن.

ويرتبط ارتفاع أسعار اللحوم بفصل الشتاء وعدم توافر الكهرباء، يعني أن اللحام لا يستطيع جلب أكثر من خروف واحد في اليوم، لأنه إن بات خارج البارد انتزع، وإن كان يتحمل يوماً ونصفاً إلى يومين في هذه الأجواء الآن، ولكن الناس تفضل شراء المذبوح اليوم.

وتشتري الناس بكميات قليلة تصل أحياناً إلى نصف أوقية تضاف كنكهة للطبخة، أما بالكيلو فذلك قليل جداً، وهو فقط لميسوري الحال ومن يأتيهم دعم من خارج سوريا.

ولم يكن حال الدجاج بأفضل حالياً من لحوم الأغنام والعجل، فقطاع الدواجن بوضع سيئ جداً، لأن تربيته بحاجة لتكاليف أعلى من تربية الأغنام والأبقار خاصة أن عدداً كبيراً من العاملين في تربية الدواجن توقفوا عن العمل خلال الشهر الماضي.

 

وقطاع الدواجن بحاجة للدعم بالإعلاف والمحروقات ليتمكن المربون من إيقاف الخسائر بسبب شرائهم الأعلاف والمحروقات بأسعار السوق السوداء.

ووصل سعر كيلو الفروج اليوم بـ 14 ألف ليرة سورية لكن كلفته الحقيقية تتجاوز 16 ألف ليرة، ما يعني الخسارة فيه، ويصل سعر الصوص إلى ما بين 3000 و 3500 ليرة.

وتأتي هذه التحولات في سلوك السوريين الذين تقوم كثير من أكلاتهم اليومية على اللحوم والدجاج، في ظل صدور تحذيرات أممية من أن معدلات الجوع في سوريا بلغت مستويات قياسية.

وأدى هذا التدهور إلى فقد السوريين لقدرتهم على إعالة أنفسهم وعائلاتهم مع فشل الحكومة في تأمين الأساسيات واستمرار سياساته في تفشي الفساد بشكل أكبر من ذي قبل.