لكل السوريين

“دخلك شو هي اللحمة”.. اللحوم تغادر موائد أهالي حمص

حمص/ بسام الحمد

ارتفعت أسعار اللحوم في حمص بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ونتيجة انهيار قيمة الليرة وتراجع القيمة الشرائية لها، وتدني لقدرة الشرائية للأهالي، حذف الكثير منهم وجبة اللحم من مائدته.

ويعاني السوريون من قلة الرواتب والأجور في ظل ارتفاع كبير ضرب الأسعار، ما أفقدهم القدرة على شراء الكثير من المواد، حتى وصل للعجز.

وبات فقدان اللحوم فسحة للتندر بين السوريون والحماصنة بشكل خاص، وإذا ما سألت أدهم عن اللحمة يجيبك، “شو هي اللحمة؟ كيف بتتاكل؟. نسيناها، من زمان ما جبناها للبيت”.

إن حركة الأسواق تعاني ركوداً شديداً، ولاسيما أسواق اللحوم والفروج، فالكثير من المواطنين قاطعوا شراء اللحم نتيجة الغلاء الكبير الذي وصل إليه الكيلو الواحد الذي يعادل ربع راتب الموظف.

والقدرة على شراء اللحوم انخفضت من كيلوغرامات إلى أوقيات، نتيجة تدني القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع القيمة لليرة السورية.

بينما يرى رئيس جمعية اللحامين، في الحكومة السورية، أدمون قطيش، أسعار اللحوم التي وصلت إلى45 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد بـ”السعر الطبيعي”، بحسب مواقع محلية.

وتثير تلك التصريحات الحكومية، سخرية سوريين، إذ إنها تنفصل عن الواقع وبعيدة كل البعد عن المعاناة اليومية.

ومنذ سنوات تغيب اللحوم الحمراء عن موائد معظم السوريين في مناطق الحكومة السورية، بسبب ارتفاع أسعارها وعدم تناسبها مع الدخل اليومي للعائلة.

وبات عجز الأهالي في مناطق الحكومة السورية مساحة للكوميديا السوداء، يقول أحدهم “نحن لا نحب اللحوم, أدام الله الخبز الحاف علينا, ليحفظوا اللحوم ويحنطوها بالمتاحف لتبقى لهم”.

ووصل سعر كيلو اللحمة يعادل ثلاثة أرباع الراتب الشهري لموظف حكومي، حيث يبلع متوسط الأجور اليومية في حمص حوالي 15 ألف ليرة سوريا بينما لا يتجاوز راتب الموظف الشهري حاجز الـ 250 ألف.

وكان الوزير عمرو سالم كتب على صفحته الشخصية منشورات أنهاها بـ”تزول الدنيا ولا تزول الشام”، وهو ما جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية.

 

اللحوم ليست الوحيدة الغائبة عن موائد السوريين، حيث بدأ الكثير منهم بالاستغناء على الكثير من الحاجيات، التي يمكن الاستغناء عنها.

وبات السوريين يبحثون عن أساسيات عيشهم، وتركوا الرفاهيات وصارت “المجدرة” وجبة أساسية لغالبية السوريين، ومن يمتلك هذه الطبخة صار من الأغنياء.

وساهمت الحرب السورية بتري أوضاع السوريين، وباتوا على طبقتين طبقة الأغنياء من تجار الأزمة وآخرون معدمين لا يستطيعون تأمين أساسيات عيشهم.