لكل السوريين

محافظة السويداء.. حملات تشجير لمواجهة التحطيب الجائر

السويداء/ لطفي توفيق

قام متطوعون من السويداء بحملة تشجير في منطقة سد الروم شرقي المدينة، التي تعرضت أشجارها للإبادة على يد الحطّابين وتجار الحطب خلال الأشهر الماضية.

وشارك في الحملة عشرات من الأهالي، وزرعوا حوالي ثلاثة آلاف غرسة في محيط السد،

وجاءت الحملة استجابة لمبادرة “قبلت التحدي”، التي أطلقها فريق “جسور خضراء” وناشطون من ابناء المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقذوها عبر حملة شهدت مشاركة واسعة في إعادة الحياة لمنطقة أحد أهم السدود التي قضى عليها الحطّابون وحولوها إلى قطعة قاحلة. ورافقت الحملة عملية تبرعات سخية وسط أجواء اجتماعية وتعاونية مميزة.

وبالتزامن مع هذه المبادرة دعت مديرية زراعة السويداء أهالي بلدة الكفر شرقي المدينة، إلى إنجاز المرحلة الأولى من عملية تشجير المواقع الحراجية في البلدة، وخاصة في منطقة المطار الزراعي فيها، حيث قضت عمليات التحطيب الجائر على المساحات الخضراء وحولتها إلى أراض جرداء.

وشاركت في عملية التشجير مؤسسات وفرق معنية بالعمل البيئي في المنطقة.

حملات التشجير مستمرة

بدأت حملات التشجير بالمحافظة منذ سنوات، حيث قام بعض المواطنين عام 2017 بحملة تشجير في تل عبد مار قرب مدينة صلخد بريف السويداء الجنوبي.

وأطلقت منظمة جذور سوريا وملتقى العمل الاجتماعي, حملة تشجير قام خلالها العشرات من الأهالي والمتطوعين من المنظمة, بغرس ٨٠٠ غرسة حراجية من البلوط والسنديان  في حديقة الفيحاء بمدينة السويداء.

كما قام “ابناء السنديان” بحملة تشجير في بلدة عريقة بريف السويداء الشمالي، على سفوح تل الصحابي عمار بن ياسر بمشاركة شعبية قل نظيرها.

وفي بلدة عرى جنوب السويداء تم زراعة 1000غرسة بمبادرة من أهالي البلدة.

ولكن حملة التشجير الكبرى كانت عام 2019، حيث دعا ناشطون من المحافظة للمشاركة في حملة زرع 10 ملايين شجرة، وانطلقت الحملة من قرية أم الرمان، بالريف الجنوبي للمحافظة وامتدت إلى قرى وبلدات منطقة صلخد، حيث تم زرع حوالي مليون شجرة تبرع بها مواطن يملك مؤسسة للتنمية الاجتماعية.

وشاركت في الحملة مجموعة “أبناء السنديان” ومجموعة أبناء صلخد التطوعية، وقام المشرفون عليها بتأمين المواصلات لجميع المشاركين فيها، والأدوات الزراعية والمياه اللازمة السقاية، وتوفير كل ما يلزم من معدات وآليات.

يذكر أن المناطق الحراجيّة، والأشجار المثمرة في بساتين السويداء شهدت منذ بداية الحرب السورية عمليات تحطيب واسعة في ظل شح وسائل التدفئة من المحروقات وارتفاع أسعارها، وتزايدت هذه العمليات بشكل كارثي بعد أن تحول التحطيب إلى تجارة مغرية في السنوات الأخيرة، مما حرم مناطق واسعة في المحافظة من غطائها الأخضر، وحوّلها إلى مناطق قاحلة وموحشة.