لكل السوريين

صحة المواطن تتخبط بين القدر وكشفية الطبيب ومعاناته بعيادات اللاذقية!

اللاذقية/ سلاف العلي

الارتفاع المتزايد في تعرفة الأطباء في مدن الساحل طرطوس واللاذقية، أدى الى حرمان الكثير من المواطنين من الاستفادة من الكثير من الخدمات الطبية، وان كشفية الأطباء، أصبحت من القضايا الشائكة، لا سيما مع انهيار قيمة العملة المحلية، وضعف القدرة الشرائية للأهالي، ففي حين يرى المواطنون أن التعرفة مرتفعة، يعتقد الأطباء أن أجورهم منخفضة للغاية، ذلك ما جعل الكثير منهم يفكر بالهجرة.

ملايين المواطنين يعتبرون أن قصة كشفية الاطباء، هو حاجة غير أساسية، ويحتاج المواطن لراتب موظف حكومي كامل، لتغطية نفقات هذه الخدمات, فيستعيض عنها بالتوجه للمشافي والعيادات الخاصة، لكن بعض المرضى ممكن تكون حالتهم المرضية صعبة، يضطرون للذهاب للطبيب، لكنهم يعانون كثيرا في تأمين كشفية الطبيب، التي تسبب لهم معاناة وألم إضافيين, وان زيارة الطبيب في طرطوس واللاذقية، باتت تثقل كاهل المرضى، بعد أن لجأ معظم الأطباء إلى رفع الكشفية للضعف خلال هذه السنة 2022، وذلك لتعويض كلفة رفع الدعم الحكومي عن البنزين عنهم من جيوب المرضى.

في مطلع تموز الفائت، أعلنت نقابة الأطباء، أن التعرفة الجديدة للأطباء ستتراوح بين 8 و16 ألف ليرة، حيث أن التعرفة ستكون متفاوتة حسب عدد سنوات المزاولة لكل طبيب، فالطبيب الذي لم تمض على مزاولته للمهنة 10 سنوات، ستكون تعرفته أقل من الطبيب الذي مضت 10 سنوات، على مزاولته للمهنة.

إلا أنه على أرض الواقع، وبعد أن تم استبعاد المئات من الاطباء، من الدعم، من أطباء الساحل السوري، حتى الذين مضى أكثر من 10 سنوات على مزاولتهم للمهنة، ولديهم عيادات خاصة، وصلت أجور المعاينات إلى 30 ألف ليرة سورية.

ويؤكد السيد أبو جعفر، أن الارتفاع الكبير في أسعار الطبابة في طرطوس، دفعه للتوجه إلى مراكز القطاع العام، وهي مراكز كانت قد عانت سابقا، لكنها عادت مؤخرا، بشكل أفضل، ويعتمد عليها أصحاب الدخل المحدود.

السيدة ام يمنى، قالت: ان كشفية الأطباء أصبحت مرتفعة جدا، في العام الماضي، تعرضت لكسر في يدي، وعندما سألت عن كشفية الأطباء كانت الأرقام تتراوح بين 15الى 20 ألف ليرة، فتوجهت إلى مجبر شعبي، ولم أتكلف سوى 4000 ليرة.

السيدة ام جمال قصت لنا معاناتها في الحصول على خدمات الطبابة، في معظم الاختصاصات، لذلك تتوجه إلى العطارين للحصول على بعض الأعشاب كدواء للأمراض، حتى عندما يتعلق الأمر بالأطفال، ففضلا عن غلاء كشفية الأطباء، هناك قضية الحصول على الأدوية التي أصبحت أسعارها غير معقولة فعلا.

المهندسة المدنية ام ميشلين تؤكد أنها عادة عندما تصاب بمرض ما، فليس من ضمن خياراتها الأولى التوجه إلى عيادات الأطباء الأخصائيين، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أنها تستعين بخبرات الصيادلة لإعطائها الدواء المناسب دون الحاجة لمختص, عندما يصاب أحد أطفالها بمرض ما، تتوجه للصيدلي ، فيساعدها في تحديد الدواء المناسب، لتوفير كشفية الطبيب التي أصبحت مرتفعة للغاية ولا يمكنهم دفعها، في ظل التوجه للاحتياجات الأساسية كالغذاء وإيجار المنزل, حتى الأدوية أحيانا نجد صعوبة في الحصول عليها بسبب ندرتها، حتى المشافي الحكومية لا تقدم جميع الأدوية، والدعم الحكومي تراجع كثير في القطاع الطبي.

محمود طالب جامعي في جامعة تشرين, عانى الشهر الماضي من ألم في عينه، تجاهل الألم بداية، لان كشفية طبيب العيون قد تتجاوز عشرين ألف، إلا أنه اضطر أخيرا للذهاب إلى عيادة مختصة, لكن طبيب العيون طلب بداية 25 ألف، ودفع له 20 الف, هذا المبلغ يمثل20 %, من مصروفي الشهري، الأطباء يتذمرون من تدني أجورهم ، لكن هذه الأجور تعتبر مرتفعة , مقارنة بدخول معظم المواطنين , ونتيجة لانهيار الوضع الاقتصادي، وغياب التدخل الحكومي الإيجابي في أزمة القطاع الطبي، يسعى معظم الأطباء والعاملين في المجال الطبي، للبحث عن فرصة للهجرة.

تقارير إعلامية تحدثت من معاناة الكوادر الطبية، لا سيما العاملين في قطاع المشافي الحكومية، ففضلا عن ضعف الرواتب، حيث يعاني الأطباء من ضغط كبير في العمل والمناوبات، والتي تصل في بعض المشافي إلى أربع أو خمس مرات أسبوعيا، ما يعني أن الطبيب محروم من ممارسة أي عمل آخر.

عشرات الأطباء المقيمين في المشافي، اشتكوا إلزامهم من قبل إدارات المشافي، بالعمل لأيام متواصلة، وسط ظروف سيئة تعيشها الكوادر الطبية في المشافي، فضلا عن ضعف الدخل والرواتب.