لكل السوريين

’’اللواء’’ المكتبة الأشهر في سوريا، تجاوزت الـ 74، فما سبب تسميتها؟

تُعَّد مكتبة “اللواء” إحدى أقدم المكتبات في مدينة قامشلي شمال شرقي سوريا، حيث  افتتحت عام 1946 وكانت تسمى وقتها “مكتبة لواء اسكندرون” نسبة لمسقط رأس صاحبها” أنيس مديواية “، كما كانت من أولى المكاتب التي بدأت بطباعة الكتب ونشرها في المدينة.

ويتحدّث صاحب المكتبة أنيس مديواية عن نشأته وبداياته وكيفية إقامته للمكتبة بالقول “أنا من مواليد لواء اسكندرون 1926 هربت مع والدي في 1939 وكان عمري /13/ عاماً لمدينة حلب، بعد أن تم الاتفاق بين الفرنسيين وتركيا لجعل لواء اسكندرون تركياً، وبعدها انتقلنا لمدينة القامشلي واستقررنا فيها بعد أن عُيِّن والدي مديراً في مدرسة قريش والتي كانت تُعتبر من أولى المدارس الرسمية  التي تم تأسيسها في المدينة.

ويوضّح مديواية، أنّه في ذلك الوقت كان الطلاب الذين أنهوا المرحلة الابتدائية يُدرسون في تلك المدارس، نظراً لقلة عدد الكادر التدريسي حينها، وكانت تابعة لمديرية المعارف (مديرية التربية حالياً)، “وكنتُ من الطلاب الذين انهوا المرحلة الابتدائية باللغة العربية والفرنسية”.

وحول الأسباب التي دفعته لتأسيس المكتبة يقول صاحبها، “شجّعني والدي سنة 1946 وكان عمري حينها /20/ عاماً، على افتتاح مكتبتي الخاصة، وسميتها باسم مدينتي ومسقط رأسي لواء اسكندرون، وبعدها غيرته  ليكون نضال اللواء” لافتاً الى أنّ مكتبته كانت مركزاً للطبقة المثقفة كونها المكتبة الأولى في المنطقة، والمركز الثقافي في مدينة القامشلي لم يتأسس حتى عام 1959.

ويضيف مديوايه “كنا نقوم في المكتبة بتأمين القرطاسية الكاملة للطلاب، كونهم كأنوا يقومون بإحضارها  في ذلك الوقت من مدينة نصيبين التركية، وتأمين الكتب أيضاً وطباعتها عوضاً عن انتظار إرسالها من حلب ودمشق وبيروت” واصفاً المكتبة في تلك المرحلة بأنّها كانت “منطلقاً حضارياً وعلمياً في المدينة”.

ويتحدّث صاحب المكتبة عن الحركة الثقافية في تلك المرحلة قائلاً “في ذلك الوقت أصدرت الدولة السورية قراراً بمنح المعلّمين الذين يدرسون في منطقة الجزيرة إضافة /25/ بالمئة على راتبهم، ونتيجة لهذا القرار جاء الكثير من المثقفين والأدباء من مختلف المدن السورية كحلب وحماة ودمشق  إلى المدينة، وأصبحوا من رواد المكتبة الدائمين، من أمثال نديم مرعشلي، علي الزئبق، عدنان مراد، موسى رمضان، جرجس ناصيف وغيرهم الكثير”.

ويوضّح مديواية، أنّ هؤلاء المثقفون كانوا يرتادون المكتبة، وفيما بعد طلبوا إنشاء دار نشرٍ، وبناءً على طلبهم تم طباعة ما يزيد عن /20/ كتاباً، لمحبي الثقافة في هذه المدينة، موضّحاً أنّ دارُ النشر التابعة لمكتبة اللواء تُعَّد أوّل دار نشرٍ في سوريا، على حدّ قوله.

ويبيّن مديواية أنّه هو أيضاً قام بتألف العديد من الكتب، حيث ألّف كتاب “كيف تُوضع الهمزة في اللغة العربية” عام 1949، وأيضاً كتاب “الماسونية ذلك العالم المجهول” عام 1954، مشيراً إلى أنّه قام بوضع أسمٍ آخر على الكتاب ” ولم أضع اسمي عليه لأنّ الماسونية كانت منتشرةً بشكلٍ كبيرٍ في ذلك الوقت داخل سوريا” موضّحاً أنّه كان يوجد ما يقارب /33/ محفلاً ماسونياً في المدن السورية، بالإضافة لما يقارب /4/ محافل داخل مدينة القامشلي لوحدها “فالوضع لم يكن يسمح لي بكتابة اسمي على هذا الكتاب”.

وحول المؤلفات الأخرى لأنيس مديوايه يقول “في السنوات العشر الأخيرة قمت بكتابة وطباعة كتاب عن تاريخ القامشلي، وعن أسباب تأليفه لذلك الكتاب يقول” تواصلت معي وزارة الإعلام السورية في دمشق، وطلبت أن أؤلّف كتاباً عن القامشلي لقلة المعلومات التي يملكونها عن المدينة”, وبين أنه تم كتابته عام 2008 وطباعته 2011.

وكالات