لكل السوريين

الأزمة بين الصين وتايوان مرشحة للتفاقم..والمواجهة العسكرية محتملة

تقرير/محمد الصالح

 

تصاعدت وتيرة الأحداث بين الصين وتايوان على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، إلى تايبيه، مما يثير المخاوف من احتمال وقوع صدام مسلح بين الجارتين، ويطرح تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه التصعيد.

واستدعت الحكومة الصينية السفير الأميركي لديها للتعبير عن احتجاجات حازمة على الزيارة.

وتوعد وزير خارجيتها بـ “معاقبة المسيئين لبكين”.

وقامت وزارة الدفاع الصينية “بأعمال عسكرية محددة الأهداف”، عبر سلسلة من المناورات العسكرية حول الجزيرة، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.

ومن جانبها وصفت وزارة الدفاع التايوانية، التدريبات العسكرية الصينية بالانتهاك لسيادة الجزيرة، وأكدت أنها ستدافع بحزم عن أمنها وستواجه أي تحرك ينتهك سيادتها، وسترفع من مستوى اليقظة والتأهب للحرب، ولكنها لن تسعى إليها.

وقال المتحدث باسمها “إن بعض قطاعات المناورات الصينية تتداخل مع المياه الإقليمية لتايوان”، ووصف التحركات الصينية “بعمل غير عقلاني يهدف لتحدي النظام الدولي”.

ردود فعل دولية

وصف مستشار الأمن القومي الأميركي المناورات العسكرية الصينية بأنها “غير مسؤولة”،

واستدعى البيت الأبيض السفير الصيني في أميركا لإبلاغه باحتجاج واشنطن على ممارسات الصين العسكرية التي تعتبرها تهديداً للاستقرار في منطقة مضيق تايوان.

وعبرت الحكومة اليابانية عن قلقها من النشاطات العسكرية التي شملت إطلاق ذخيرة حية، وأشارت إلى أن بعضها يجري في المنطقة الاقتصادية الحصرية اليابانية.

وندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بالمناورات حول تايوان، وقال جوزيب بوريل “لا يوجد مبرر لاستخدام الزيارة ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان.

كما حذر وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا من أن الوضع قد يؤدي إلى حسابات خاطئة، ومواجهات خطيرة تزعزع استقرار المنطقة، وقد تتسبب بنزاعات مفتوحة بين القوى الكبرى، وعواقب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

في حين دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى التخلي عن الممارسات التي تقوض استقرار الأمن الإقليمي والدولي، وطالبتها بإدراك الواقع الجيوسياسي الجديد الذي لا يوجد فيه مكان للهيمنة الأميركية.

تايوان رحبت

رحبت تايوان بزيارة بيلوسي، واعتبرتها وزارة خارجيتها دعماً راسخاً من قبل واشنطن.

وقالت الوزارة في بيان: “نعتقد أن زيارة رئيسة مجلس النواب ستعزز العلاقات الوثيقة والودية بين تايوان والولايات المتحدة، وتعمق أكثر التعاون الدولي بين الجانبين في كافة المجالات”.

وبدورها شكرت رئيسة تايوان تساي إنغ وين، نانسي بيلوسي على عملها الملموس “لدعم تايبيه في هذه اللحظة الحرجة”، وقالت إن الجزيرة لن تتراجع في مواجهة التهديدات العسكرية الصينية المتزايدة.

وأكدت أن تايوان شريك موثوق للولايات المتحدة “وستواصل العمل معها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وسلاسل التوريد”.

وخلال الزيارة التقت بيلوسي مع ممثلين من مجلس النواب التايواني، وتعهدت بالتضامن مع تايوان، وقالت في مؤتمر صحافي إن زيارتها للجزيرة توضح “بشكل لا لبس فيه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايوان”.

وبكين تندد وتتوعد

نددت الصين بالزيارة وقالت وزارة خارجيتها في بيان لها إن “الولايات المتحدة تعمل على تشويه وإخفاء وتفريغ مبدأ “صين واحدة”.

وأكدت أن “هذه الخطوات، مثل اللعب بالنار، بالغة الخطورة، ومن يلعبون بالنار سيهلكون بها”.

وتوعدت بكين بشن عمليات عسكرية محددة الهدف، رداً على الزيارة وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين.

وحذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية من أن الجيش سيرد على الزيارة الاستفزازية، ويدافع “بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، لإحباط التدخل الخارجي ومحاولات استقلال تايوان الانفصالية”.

وترى الصين أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي تحمل اعترافاً ضمنياً من واشنطن باستقلالية تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً أساسياً من أراضيها.

وأعلنت أنها ستفرض عقوبات على نانسي بيلوسي وعائلتها لأنها “تدخلت بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وقوضت بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها” من خلال زيارتها لتايوان.

ويستبعد المراقبون احتمال أن تشنّ الصين حرباً على تايوان بسبب الزيارة المثيرة للجدل، حيث تمتلك بكين عدة خيارات لمعاقبة تايوان بدلاً من شن حرب مباشرة عليها.

ويتوقعون أن تحاصر الصين تايوان اقتصادياً، حيث بدأت بفرض عقوبات اقتصادية على تايبيه، وعلقت استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك منها، وتصدير الرمال الطبيعية إليها.

ولا يرون أنها ستذهب إلى ما هو أبعد من ذلك.