لكل السوريين

غلاء الأسعار يزيد العبء على نساء الرقة في الشهر الفضيل

الرقة/ مطيعة الحبيب 

تعاني أغلب العوائل في مدينة الرقة من غلاء الأسعار بشكل عام وفي شهر رمضان على وجه الخصوص، وهذه الظروف التي تنمر بها المنطقة نتيجة استمرار إغلاق المعابر الحدودية من ناحية، ومن ناحية أخرى جشع التجار واستغلالهم لشهر رمضان الذي تزداد فيه حاجات الناس من مواد غذائية.

أجرت صحيفتنا السوري جولة في أسواق مدينة الرقة لاستطلاع أراء الأهالي حول هذا الغلاء الفاحش للمواد الغذائية، والتقينا بالسيدة عبير، وهي من أهالي المدينة وتبلغ من العمر 47 عام وهي أم لخمسة أطفال أيتام، تروي بصوتها الممزوج بالقوة والانكسار معاناتها المعيشية بسبب الغلاء الفاحش الذي يجعلها تختصر بشراء حوائج رمضان، وسد حاجة أطفالها بشيء بسيط.

وتقول عبير “لم يكن شهر رمضان مثل سابق عهده كما تعودنا عليه في السنوات الماضية، وذلك بسبب غلاء الأسعار الذي يقع على عاتق جمع العوائل يجعل المواطن يفقد صوابه، وأنا أعمل في معمل للجبنة منذ الصباح الباكر، عملي يتطلب وقتا طويلا ومجهود أكبر في تأمين قوت اللقمة لأطفالي، ليس لدي معين بعد وفاة زوجي بحادث سير، من وقتها أصبحت المعيل الوحيد لعائلتي، ودخلي اليومي لا يغطي مصاريف اليوم خاصة مع دخول شهر رمضان، والذي كشر فيه التجار عن جشعهم واستغلالهم لهذا الشهر الفضيل”.

وأشارت قائلة “الغلاء هو أحد الأسباب الرئيسة في عدم القدرة على توفير مستلزمات البيت الأساسية، ومن ناحية أخرى قلة العمل وتدني الأجور الذي لا يتناسب مع أسعار المواد في هذه الأيام، وهذا كله جاء نتيجة إغلاق المعابر وما نسمعه من الحصار المفروض علينا، واحتكار التجار لبعض المواد (كالسكر والزيت)، وهذا الشيء يقف عائقا في وجه أغلب العوائل التي لديها مستلزمات أخرى من أجار المنازل والحالات المرضية التي يتطلب علاج ودواء يومي ناهيك عن دفع فاتورة الكهرباء الخاصة (الأمبيرات)”.

واختتمت عبير “أنا لست الوحيدة التي تعاني من تأمين لقمة العيش لأطفالها، فهناك الكثير من النساء اللواتي عانين الأمرين خلال السنوات الماضية، وإلى اليوم تعاني بين مجتمع رافض ومحافظ وظروف حرب قاسية ومعيشة صعبة فرضت علينا واقع غير محبب، ولكن صمدنا أمام تلك العوائق وسوف نصمد من أجل تأمين لقمة العيش لأطفالنا في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة”.