لكل السوريين

ظاهرة العنوسة تدق ناقوس الخطر في محافظة السويداء

السوري/ السويداء 

 

أفرزت الحرب في سوريا الكثير من المشكلات الاجتماعية التي ستستمر تداعياتها السلبية إلى أمد طويل بعد توقف هذه الحرب.

 

وتعتبر “ظاهرة العنوسة” واحدة من أبرز المشكلات التي باتت تؤرق المجتمع السوري عموماً، ومجتمع محافظة السويداء بشكل خاص، وتلقي بظلالها القاتمة على حياة الأسر، وخاصة على النساء بعد ازدياد نسبتها ووصولها إلى حد مخيف.

 

و”العنوسة” تعبير يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وهو مصطلح يطلق لغة، على الرجال والنساء، ولكنه أكثر تداولاً على الإناث لدرجة أنه صار يطلق على النساء فقط.

 

ويختلف السن المتعارف عليه لزواج الإناث من مجتمع إلى آخر، ومن مرحلة زمنية إلى أخرى، ومن بيئة اجتماعية واقتصادية إلى أخرى، ويتدرج غالباً بين سن العشرين والثلاثين، ولكن خطورة تفشي ظاهرة العنوسة على الصعيد النفسي والاجتماعي والأخلاقي، لا تقتصر على بيئة دون أخرى.

نسبة مرعبة

أسفرت الحرب وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية عن ازدياد نسبة العنوسة بالمحافظة، وزادت نسبتها حسب الدراسات والمصادر الرسمية، عن سبعين بالمئة خلال العامين الماضيين، وحولت مجتمع المحافظة إلى مجتمع بأكثرية أنثوية.

وتفاقمت هذه الظاهرة بسبب الحرب التي أدت إلى فقدان الآلاف من الشباب بين معتقل ومهاجر وقتيل ممن هم في سن الزواج، وهو ما رفع أعداد الأرامل والعوانس بشكل غير مسبوق.

 

كما ساهم الوضع المعيشي المتدني بالمحافظة، وارتفاع تكاليف الزواج، وعدم القدرة على تأمين المسكن ومتطلبات الحياة الأسرية، وارتفاع معدلات البطالة، بتفاقم هذه الظاهرة إلى حد كبير.

 

وحسب إحصائيات غير رسمية بلغت نسبة الشباب، إلى الشابات في محافظة السويداء واحد إلى ستة.

وهذه نسبة مرعبة، فلو تمكّن كل شاب مقيم بالمحافظة من الزواج، وهذا غير ممكن في الظروف الراهنة بكل تأكيد، ستبقى خمس فتيات من أصل ستة دون زواج.

حلول مرحلية

لا خيار في الوقت الراهن للتصدي لهذه الظاهرة إلّا من خلال تضافر جهود المجتمع المحلي، بمختلف أطيافه ومكوناته للتصدي لها عن طريق تنشيط مساعي التكافل الاجتماعي مثل صناديق العائلات لتسهيل الزواج أمام شباب العائلة، ومساعدة غير القادرين منهم على الزواج.

 

وتفعيل دور الفعاليات الاجتماعية والمدنية والهيئات الدينية لتشجيع الأهالي على خفض المهور، وتسهيل إجراءات الزواج، وتشجيع المغتربين والجمعيات الخيرية، على المساهمة بإقامة حفلات الزواج الجماعية للتخفيف من أعباء الزواج على الشباب، والعمل على التقليل من التكاليف المليونية للأعراس، من حفل وبطاقات وفستان الزفاف، وتقديم الولائم، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير في المحافظة.