لكل السوريين

حسني محمد عبودالرياضي والحكم والقيادي قلب كبير اتَّسع الجميع

شهادتنا تظل مجروحة بحق قامة كبيرة لها شأنها في الميدان الرياضي، وأثبتت مكانتها بقوة، ونجحت في رسم طريق حياتها برغم الصعاب .. فهو مثال لرياضي الميدان الذي توج بمعايير متعددة في هذا الجانب ونجح.

بدأ لاعباً، واستمر إلى أن تمكن من خوض تجربة التحكيم فالتدريب، نتيجة تعرضه لاصابة قطعت عليه اكمال مشواره كلاعب وعشقه لمحبوبته، ومن ثم الانتقال إلى الادارة فالقيادة، إنه الأستاذ حسني محمد عبود رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بالرّقة سابقاً. إنسان كبير، رياضي شامل، وإداري ناجح بكل ما تعني الكلمة من معنى، أضف ـ وهذا الأهم ـ رقي أخلاقه، وحسن تعامله مع كل من عرفه عن قرب.

لطيف المعشر، محب للآخرين، حريص على متابعة الأنشطة الرياضية أياً كانت.. يكفي تواضعه الجمّ، وترحيبه بضيوفه في مكتبه بحرارة لا توصف، وهو صاحب خبرة، وباع طويل في رياضة كرة اليد، وتاريخه الرياضي يشهد له الجميع بتميزه بهدوئه ونبل أخلاقه، وامتلاكه قلب كبير اتَّسع الجميع بدليل أنه تحمّل الكثير من النقد الجارح الذي كان يواجهه من قبل الصحفيين الرياضيين، بصورة خاصة، ورغم ذلك كان قلبه يتسع لهم، يحاورهم ويستمع لهم في كثير من نقاط الخلاف، وبصدر رحب على مبدأ “إنَّ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”.

هذا هو شعاره وديدنه الدائم، أضف إلى افساحه المجال للصحفيين، وأياً كانت مراتبهم، بدخول مكتبه وفي أي وقت يشاؤون، واستعمال أي جهاز أو قطعة كهربائية من تلك التي تزيّن به مكتبه، وبعضها شخصي، يقدمها بنفسه لأي زميل بهدف مساعدته في عمله، وعلى سبيل المثال الفاكس الشاغل في تلك الفترة والذي يعد من الأدوات الرئيسية التي تهم الصحفي لإرسال ما بين يديه من مادة صحفية إلى الصحيفة التي يراسلها، وتراه يقدم أيضاً المشورة والمساعدة والمعلومة في إفادة الصحفيين، ولم يقصر يوماً في دعم الصحافة الرياضية التي أخذت دورها بشكل فعال في الفترة التي كان يشغل فيها حسني محمد رئيساً للاتحاد الرياضي بالرّقة، وكان السباق في العمل على التوجيه باستصدار صحيفة “الرّقة الرياضي”.

حسني محمد عبود تاريخ مشرّف في رياضة الرّقة، وهو من الكوادر المحبّة والعاشقة للرياضة بصورة عامة.. وخاض تجارب متعددة في كثير من أوجه الرياضة من لاعب ومدرب، إلى التحكيم فالإدارة فالقيادة..

في بداياته لعب كرة السلة في عام 1964، وانتقل بعدها للعب كرة اليد في صفوف الفريق الأول، الذي كان يضمّ نخبة من النجوم: مهدي أبو الهدى، أحمد شعيب، خلف الرملة، هاني أبو الهدى، إسماعيل البطي، وأفضل مباراة لعبها كانت مع المنتخب المصري في عام 1968.. كما شغل عضواً في اللجنة التنفيذية في عام 1971 والتي كانت تضم في حينها: عبدالهادي شوكت، محمد زكريا الرفاعي، هيفاء الخوجة، فواز الرمضان، نوري العبد الله، عايش الأحمد.. وفي عام 1974 ظل يواظب على ممارسة لعبته المفضلة، كرة اليد، فانضم إلى منتخب الشرطة العسكرية المركزي، والذي كان يمثل في حينها نادي الجيش، إلّا أن الاصابة أبعدته عن الملاعب، فاتجه إلى التدريب والتحكيم.

في مجال التدريب التحق حسني محمد عبود بأهم دورة تدريبية له أقيمت في جمهورية مصر العربية في عام 1974، وبعدها تمكن، بجهود فردية، من بذل قصارى جهده، فحققت منتخبات الرّقة بكرة اليد نتائج متميّزة، ومن أهمها:

فوز منتخب الرّقة للرجال بالمركز الثاني في عام 1971، وفوزمنتخبها بالمركز الثاني للمرة الثانية بالفئة ذاتها في عام 1974، والمركز الثالث ببطولة منتخبات المحافظات التي أقيمت بدمشق في عام 1980، والفوز بالمركز الثاني في بطولة رجال سوريا التي أقيمت بدمشق في عام 1981، كما نال فريقه المركز الرابع للرجال بدمشق عام 1982، وفوز منتخب الرّقة بالمركز الثاني لفئة الناشئين التي أقيمت في اللاذقية في عام 1975، ونيلها المركز الأول ببطولة ناشئي سوريا التي احتضنتها مدينة دير الزور في عام 1981، والمركز الثاني في بطولة أشبال سوريا والتي أقيمت بدير الزور في عام 1982.

وفي مجال التحكيم أيضاً استحق حسني عبود عدد من الترقيات، و حصل على أعلى الشهادات في مجال التحكيم الدولي من الدرجة “آ”.. أما في المجال الدراسي فقد حصل على إجازة دراسية في الحقوق، وشغل رئيساً لدائرة التربية الرياضية التابعة لمديرية التربية بالرّقة، كما عمل خلالها رئيساً لادارة نادي الفرات الرياضي عام 1981 وعضواً في اللجنة التنفيذية بالرّقة عام 1985، وبعد فترة انقطاع عاد وتسلم  رئيساً لها من عام 1989 ـ 2005، وعمل معه في هذه الفترة كل من: محمود عبد الكريم، وليد عبوش، عائشة الويس، خلف الحسّاني، أحمد حمشو، عبد الاله العجيلي، مصعب المبروك، شكري الإبراهيم، عبد الله الفيصل، عبد الرحمن شاهين، جمال نحاس.

ومن أهم الانجازات التي تحققت في تلك الفترة  التي شغل فيها رئيساً للاتحاد الرياضي بالرقة، بناء استاد لكرة القدم يتسع لـ 25 ألف مشاهد، مع تعشيب الملعب، وتمليك أندية المحافظة لمقراتها، مثال تمليك نادي الفرات لفندق التاج، وبناء مقراً استثمارياً ومكاتب وصالات أفراح في مقره الجديد مع ملعب لكرة القدم، كما تم تمليك نادي الشباب للمسبح الرياضي مع ملعب ثانوية الرشيد، وبناء محلات تجارية ومكاتب، فضلاً عن تأسيس عدد من أندية الريف مع استملاك الأراضي والملاعب وبناء مقرات لها، ناهيك بنادي السد الرياضي في مدينة الثورة والذي تم تملكه لمدينة رياضية بمساحة كبيرة.

عبد الكريم البليخ