لكل السوريين

لباس المرأة العربية… موروث ثقافي والتزام بالتقاليد

يعتبر اللباس التقليدي للمرأة العربية… مثالاً للثقافة المتوارثة من الآباء والأجداد، وهوية ثقافية تحاكي الطبيعة وتعكس خصوصية المرأة العربية.

ويتصف لباسها بالحشمة والأناقة، وهو يعكس طبيعة المرأة الحيَية والمُلتزمة، ويُعتبر اللباس العربي نوع من الأصالة والتراث، ويأتي الشكل العام للباس المرأة العربية الفراتية أو الجزراويَّة (نسبة إلى مناطق الجزيرة السورية)، من طبيعة الجغرافية للمنطقة السهليَّة والمنبسطة التي تعيش فيها، وتستند إلى أسس أخلاقية ودينية ايضاً.

وحافظت النساء العربيات الكبار بالسن على هذه الثقافة، بالرغم من التطور الحضاري الذي شهدهُ اللباس في وقتنا الحاضر، والذي شهد تطور ملحوظ وجذري تقريباً، وأصبح اللباس القديم يلبس في أوقات خاصة، ويعتبر من التراث.

وللباس العربي طقوس وتقاليد أيضاً فقد كانت تتباهى المرأة فيه، وكانت الفتيات في الأعراس يلبسن ثياب العرب من نوع “الزري” وهو لباس من نفس اسم نوع القماش المذكور ويتميز بألوانه المختلفة والزاهية، وكانت المرأة العربية تلبس اللباس الأسود في الأحزان، وأحياناً تأخذ عهد على نفسها بلبسه مدى الحياة بحسب مكانة الشخص المتوفي على قلبها.

أقسام وأنواعه محاكاة للطبيعة

قد يكون لباس المرأة العربية معقداً نوعاً ما إذا ما قورن بلباس المرأة  العصري في وقتنا الحالي، فهو يتألف من عدة طبقات أو أجزاء إن صح التعبير، ويتم لبس الحلي من ذهب وفضة في اليدين أو في العنق دلالة على المكانة المرموقة التي تتمتع بها المرأة، ويدلل على المكانة الاجتماعية لها أيضاً، ويستخدم انواع متعددة من الأقمشة المتنوعة والملونة وسنأتي على ذكرها فهي تلبس ” الزبون” وهو الرداء الخارجي وعادة يكون من نوع قماش الجوخ وتحت الزبون مباشرةً تلبس ثوب أخر وهي من نوع قماش الـ( دانيت ـ جرجيت ـ ليقرا ـ زري)، تلي  الثوب  الـ( القصيرة) وهي من قماش الـ ( كودري)، ويتم ربط الوسط بحزام من الجلد، أما غطاء الرأس المعروف بـ(الملفع)  من نوع الـ (جرجيت)، أو الهباري مصدرها من العراق، وكان التجار العراقيين يتبادلونها مع تجار حلب والرقة ومناطق الشمال السوري، وتتغنى النسوة بهذا اللباس في الأغاني الشعبية فتقول الأغنيَّة الشعبية المشهورة ” يا بو ردين رد ليا، يا بو هباري عراقية“.

انعكاس للمكانة الاجتماعية

ويعكس لباس المرأة مستوى الثراء أو الفقر، فبالنسبة للنساء فالمرأة الغنية تلبس ما يسمى بالجوخ الذي يدلل على غناها، اما المرأة الفقيرة فتلبس “برلول” “وليقرا”، واللباس العربي مريح ويعطي سهولة بالحركة بالإضافة الى أنَّه لباس محتشم، وله هيبة ويعطي الأنوثة والرقة للمرأة العربية، بالإضافة الى أنَّه يحمي من العوامل الجوية من برودة وحرارة لكونه مؤلف من عدة طبقات من القماش المتنوع وفوق بعضها البعض.

لباس المرأة العربية من عادات وتقاليد العرب المُتوارثة من الآباء والأجداد، وهو من الموروث العربي الذي تتمسك به المرأة إلا أنَّ العصر الحالي أخذ  شوطاً كبيرة في الترويج للحداثة  الرأسمالية المزيفة لسلخ الموروث الثقافي للمجتمعات، والعمل على سلخ الشعوب من ثقافتها وهويتها من خلال أدوات الغزو الثقافي، وبرغم الترويج السلبي من خلال الأجندات المعادية للشعوب والتي أتت بطرق وسائل متعددة من خلال المسلسلات والبرامج الترويجية، والتركيز على محاربة هوية المرأة وثقافتها، واعتبار لباسها مقياس للجهل والتخلف لتنفيذ المخططات الاستعمارية  للدول بالغزو الثقافي، لازالت المرأة في مجتمعاتنا تحافظ على لباسها وتعتبره جزءاً من شخصيتها وهويتها.