لكل السوريين

مؤشرات انفراج في الأزمة الأوكرانية والمخاوف مستمرة

تقرير/ محمد الصالح 

رغم الضجيج الإعلامي وتبادل التحذيرات، تلوح بالأفق مؤشرات على خفض التصعيد بين الغرب ورسيا، وفق آخر المعلومات الواردة من روسيا وأوكرانيا.

حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن جزءاً من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى ثكناتها، حسب الناطق باسم الوزارة.

وجاءت هذه التصريحات قبيل محادثات المستشار الألماني والرئيس الروسي في موسكو لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية.

وبعد لقاء الرجلين, أكد بوتين أنه لا يريد حرباً في أوكرانيا، إلا أنه جدد مخاوفه من استمرار سعي كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي حاليا أو مستقبلا.

وقال إن بلاده أُبلغت بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، لكن موسكو لا تعتقد أن هذا ضمان جيد بما يكفي، وتريد حل المسألة برمتها الآن.

وأكد استعداد بلاده لمواصلة تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وعلى الجانب الآخر، قال المستشار الألماني إنه اتفق مع بوتين على حل النزاع مع أوكرانيا بالطرق الدبلوماسية وشدد على أن توسع الناتو شرقا ليس مطروحا للنقاش حاليا.

كما أعلنت أوكرانيا أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين تمكنت من تفادي تصعيد روسي للأزمة.

إشارات جيدة

اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس انسحاب بعض القوات الروسية من المنطقة القريبة من الحدود مع أوكرانيا “إشارة جيدة”.

كما رحب الأمين العام لحلف الناتو  بالإشارات الواردة من روسيا وقال إنها “ربما تسعى لحل دبلوماسي”، وحث موسكو على التحرك في هذا الاتجاه.

وأضاف في حديث للصحفيين أن “هناك إشارات من موسكو على أن الدبلوماسية يجب أن تستمر”، وأشار إلى أن ذلك يدعو إلى التفاؤل الحذر، ولكنه قال “حتى الآن لم نشهد أي علامة على خفض روسيا التصعيد على الأرض”، مشيراً إلى أن روسيا غالباً ما تترك المعدات العسكرية وراءها بعد التدريبات، مما يخلق إمكانية إعادة حشد القوات خلال فترة قصيرة.

في حين أشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أن المعلومات المخابراتية حول انسحاب بعض القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا لا تزال غير مشجعة.

وقالت أوكرانيا إن الانسحاب الذي تشير التقارير إليه “يجب التحقق منه حتى يتم تصديقه”.

والمخاوف مستمرة

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة لديها مخاوف مستمرة بخصوص قدرة روسيا على غزو أوكرانيا، وتحتاج إلى رؤية موقف واضح حول وقف التصعيد.

وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، في بيان إن بلينكن أبلغ لافروف أن واشنطن ملتزمة بالسعي إلى حل دبلوماسي للأزمة، وأنه يتطلع إلى رد روسي مكتوب، على اقتراحات الولايات المتحدة وحلف الناتو بشأن الأمن الأوروبي.

وأضاف برايس “كرر الوزير بلينكن مخاوفنا المستمرة من أن روسيا لديها القدرة على غزو أوكرانيا في أي لحظة، وشدد على الحاجة إلى رؤية وقف جاد للتصعيد يمكن التحقق منه والوثوق به”.

وبدوه قال وزير الخارجية الأوكراني إنه يتعين على روسيا سحب جميع قواتها المتبقية من الحدود المشتركة بين البلدين.

في حين قالت وزيرة الخارجية البريطانية “حتى نصدق إصرار روسيا على عدم وجود خطط لغزو أوكرانيا يجب عليها سحب جميع قواتها المحتشدة بالقرب من الحدود مع كييف”.

والتوتر مازال قائماً

ناقش الرئيس الأميركي، مع رئيس الوزراء البريطاني، الجهود الجارية  لتعزيز القدرات الدفاعية في الجناح الشرقي للناتو.

وبحث بايدن وجونسون الجهود الدبلوماسية والتنسيق المشترك، بما في ذلك الاستعداد لفرض عقوبات قاسية ضد روسيا في حال اختارت التصعيد العسكري في أوكرانيا.

وكان المتحدث باسم البنتاغون، قد أكد أن روسيا عززت استعداداتها، وقدراتها العسكرية على طول الحدود مع أوكرانيا، ما يجعلها قادرة على التحرك من دون سابق إنذار.

وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية لا تزال تشير إلى أن الروس قد يختارون الحل العسكري في أوكرانيا.

بيمنا دعا وزير الخارجية الروسي إلى حوار عملي مع الغرب بشأن الأمن، وندد بالخطاب الذي تعتمده واشنطن، وأبلغ بلينكن أن “الخطاب العدواني الذي تضخمه واشنطن غير مقبول”، حسب بيان وزارة الخارجية الروسية.

يذكر أنه قد يزيد من حدة التوتر القائمة، إعلان روسيا أنها ستضطر لاتخاذ إجراءات “عسكرية تقنية” في حال لم تقدم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لها، واستمرارها بتجاهل “الخطوط الحمراء” والمصالح الأمنية الأساسية، وحق روسيا في حماية نفسها، بالتزامن مع تزايد النشاط العسكري من قبل أميركا وحلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية.

إضافة إلى قيام روسيا بطرد نائب رئيس البعثة الأمريكية في موسكو، واعتبار هذا الإجراء “خطوة تصعيدية سيتم الرد عليها” من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.