لكل السوريين

محافظة السويداء.. جريمة ملتبسة ونتائج مقلقة

السويداء/ لطفي توفيق

لقي شخص مدني مصرعه، وأصيب ضابط وعنصر من فرع الأمن الجنائي بالسويداء، خلال محاولتهم إلقاء القبض على شاب متهم بالنصب، حيث بادر الشاب المطلوب بإطلاق النار على الدورية التي كانت تستقل سيارة مدنية.

ووقع تبادل لإطلاق النار ومطاردة بشكل مفاجئ في ساحة رئيسية بالمدينة، مما تسبب بحالة من الهلع بين المارة الذين لم يدركوا ما يحصل.

وحسب مصدر مطلع كان الشاب القتيل يرافق الدورية القادمة لإحضار الشخص القاتل المدعى بتهمة النصب في قضية تتعلق بتأشيرات سفر.

وحسب رواية القاتل استدرجه الشاب باتصال هاتفي وطلب منه الحضور إلى ساحة تشرين لحل خلاف مالي بينهما، وعند وصوله خرج عليه مسلحون من سيارات مدنية، فبادر بإطلاق النار عليهم، ظناً منه أنه يتعرض لمحاولة خطف.

وتوجه بعض الغاضبين من أقارب القتيل إلى منزل القاتل وأطلقوا النار بالهواء مهددين بالانتقام، لكن أهل القتيل رفضوا أي اعتداء على عائلة القاتل، وطالبوا بتسليمه إلى الجهات الأمنية لمحاسبته وفق القانون.

بيانات متبادلة

طالب أهالي الشاب القتيل في بيان صدر عن عائلتهم، بتسليم القاتل إلى السلطة القضائية.

وجاء في البيان “آن الأوان أن تتحمل جميع عائلات هذا المجتمع مسؤولية أفعال أبنائها الخارجة عن القانون وعن موروثنا الأخلاقي والاجتماعي والتعاون التام مع الجهات المعنية لتطبيق القانون ومحاسبة الخارجين عنه”.

وأورد البيان حيثيات الحادثة التي أدت إلى مقتل الشاب بقوله إنه كان متواجداً مع دورية من الأمن الجنائي التي تحركت لإلقاء القبض على القاتل بجرم النصب والاحتيال بموجب أمر من النيابة العامة، فبادر القاتل بإطلاق النار على الدورية مما أدى إلى قتله، وإصابة رئيس دورية الأمن الجنائي وأحد العناصر ولاذ بالفرار.

وطلب البيان من عائلته “رفع الغطاء عنه وتسليمه للسلطة القضائية والضابطة العدلية بأسرع وقت، درءاً للخطر وحقناً للدماء والحفاظ على السلم الأهلي”.

وبالمقابل، أصدرت عائلة القاتل بياناً تقدمت من خلاله بالعزاء والمواساة إلى أهل القتيل، وتمنت الشفاء العاجل لعنصري الأمن الجنائي، ووضحت فيه ملابسات الحادثة من وجهة نظرها، وأشارت إلى أن المتهم كان في حالة دفاع عن النفس، بعدما تم استدراجه بحجة حل خلاف مالي، وعند وصوله تم إطلاق النار عليه من قبل مجموعة أشخاص لم يعرف إن كانوا عصابة خطف أو رجال أمن، كونهم كانوا يستخدمون سيارات تحمل لوحات لبنانية، فقام بالدفاع عن نفسه.

ونفت عائلته تهمة النصب الموجهة له، وفوضت وساطة “متمثلة برجال دين ووجوه اجتماعيه “لمتابعة القضية والوقوف عند متطلباتها”.

يذكر أن الحادثة أثارت حالة من الترقب حول ما يمكن أن تسفر عنه نتائجها المفتوحة على كافة الاحتمالات.