لكل السوريين

الجفاف يثير مخاوف المزارعين بالسويداء.. والعاصفة الثلجية تعيد الأمل

السويداء/ لطفي توفيق 

في ظل انخفاض نسبة الأمطار هذا العام، يتخوف مزارعو السويداء من تدني إنتاج زراعة القمح بسبب الإحجام عن زراعته بانتظار ما تحمله الأيام المتبقية من أربعينية الشتاء. والأربعينية تبدأ بالمحافظة في العشرين من الشهر الماضي، وتنتهي مع نهاية الشهر الحالي، حسب أقوال المزارعين المتوارثة منذ القدم.

وقد امتنعت غالبية المزارعين في الريف الشرقي للمحافظة عن زراعة القمح كون الموسم المطري غير مبشر حتى الآن، ويخشى المزارعون من ضياع جهودهم ونفقات زراعتهم،

وينتظرون ما تبقى من أربعينية الشتاء على أمل أن يتحسن الهطل المطري بما يمكنهم من زراعة القمح، وفي حال استمر الجفاف قد يتوجهون إلى زراعات أخرى.

وفي الريف الغربي للمحافظة يبدو إقبال المزارعين أفضل قليلاً على زراعة القمح رغم وجود ذات المخاوف، ويصف أحد المزارعين زراعته بالمغامرة، حيث كانت نتائج موسم العام الماضي غير مشجعة لنفس السبب.

تضمين الأراضي

في توجه غير مسبوق، يميل معظم المزارعين بمحافظة السويداء إلى تضمين أراضيهم مقابل الحصول على ربع محصولها، وخاصة الذين لا يملكون معدات الحراثة والسيولة المالية الكافية لزراعة أراضيهم.

حيث تتفاوت تكلفة حراثة الدونم الواحد بين منطقة وأخرى، وتتراوح بين 10 آلاف و15 ألف ليرة في الريفين الشرقي والغربي، وتصل إلى 20 ألف ليرة في مناطق أخرى، حسب تسعيره الجمعيات الفلاحية، ولا يتقيد أحد بهذه التسعيرة في ظل نقص المحروقات وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء بشكل كبير.

وقد أكدت مديرية الزراعة أن المساحات المزروعة بالقمح في السويداء بلغت 11200 هكتار، ولم تتجاوز حتى الآن نسبة 33% من خطة زراعة محصول القمح التي تبلغ 34600 هكتار. وأعادت الأسباب إلى عدم هطول الأمطار بالشكل المطلوب حتى الآن.

مدافئ البطانيات

في ظل انخفاض درجات الحرارة قبل العاصفة الثلجية وخلالها، وفقدان وسائل التدفئة، تستبدل شريحة واسعة من سكان المحافظة المدافئ الباردة بالبطانيات الدافئة.

حيث أجهز البرد القارس خلال أيام قليلة، على الدفعة الأولى من المازوت التي وزعت خلال الأشهر الماضية، وبلغت خمسين ليتراً لكل أسرة، وتم الإعلان عن البدء بتوزيع الدور الثاني بنفس الكمية.

وعلى الأرجح لن يتم الحصول على هذه الكمية قبل انتهاء فصل الشتاء، حيث استغرقت عملية توزيع الدفعة الأولى ما لا يقل عن ثلاثة أشهر.

بينما يتوافر المازوت بالسوق السوداء بكميات كبيرة، ويصل سعر الليتر منه إلى ثلاثة آلاف ليرة، في حين وصل سعر طن الحطب إلى ستمئة ألف ليرة، وغالبية سكان المحافظة يعجزون دفع جزء من هذه الأسعار.

والتيار الكهربائي لا يخفف من الأزمة، حيث يسارع معظم الأهالي لتشغيل مدافئ الكهرباء فور عودته، مما يؤدي إلى زيادة الأحمال على الشبكة، وحدوث انقطاعات عشوائية خلال فترة تشغيله القصيرة بين ساعات القطع الطويلة.

يذكر أنه رغم كل هذه المعاناة، يستبشر المزارعون خيراً بهطول الثلوج والأمطار خلال العاصفة الثلجية، لعلها تعيد الأمل بعمليات الزراعة التي يمكن أن تتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.