لكل السوريين

رياضة الفروسية.. ماضٍ عريق وحاضر يتجدد، مع كل جيل

تقرير/ أحمد السلامة 

تعتبر الفروسية من أقدم الرياضيات المعروفة في المنطقة، وهي تعتمد على سباق التحمل أو قفز الحواجز، وتعد من أهم الرياضات الممتعة التي عرفها الأنسان، حيث تعلم الفارس على الصبر وقوة الشخصية، لما تتطلبه من تركيز وذكاء في أنن واحد من قبل الفارس وحسن تعامل مع الخيل.

تاريخ رياضة الفروسية

يعود تاريخ هذه الرياضة إلى زمن بعيد، فهي الفن الذي أبدع به العرب والمسلمين منذ زمن سيدنا “إسماعيل” عليه السلام، عرف المصرين القدماء الخيل واستعملوها في حروبهم، وكذلك العرب في الجاهلية، فقد كانت الخيول رمزا من رموز الشجاعة والثبات لدى الفارس العربي تعتبر العلاقة بين الفارس وفرسه من العلاقات المتينة، فقد يكتسب الفارس صفاته من خلال طريقة تعامله مع جواده.

وفي العام 1921م ، أصبحت رياضة الفروسية رياضة عالمية، وأصبحت تمارس على نطاق واسع في أنحاء العالم، وتقام المسابقات الدولية من أجلها، أما عن أول بطولة تم تنظيمها للفروسية كرياضة معتمدة من قبل الاتحاد الرياضي الدولي قد كانت عام 1990، وقد شارك بها عدد من الخيول العربية الاصيلة مثل “الصقلاوي والكحيلاوي”.

وتعرف أيضاً رياضة الفروسية بأنها عبارة عن مجموعة من السباقات، “سباق التحمل”، وهو سباق يعتمد على قدرة الخيل على التحمل، فقد يركض الفرس مسافة تصل إلى “100” كيلو متر، ويتم قطع هذه المسافة بعدة أيام، ويجب أن يكون الخيل المشاركة في السباق مستعدة بدنيا لخوض هذا السباق.

مسابقة “قفز الحواجز” وهي تعتمد على حنكة وبراعة الفارس أيضاً، فالخيل تقوم بقفز الحاجز وفقاً لزمن معين وارتفاع معين، وتتم حسب النقاط معتمدا على اجتياز الفرس لتلك الحواجز بأقل زمن وأقل أخطاء، فالحواجز ترتفع كلما تقدم الفرس في أشواط المسابقة ومراحلها الأخيرة.

كما أن لهذه الرياضة تأثير معنوي وصحي على الفارس، فهي تنمي لدى الفارس قوة الشخصية والثبات والصبر، وتمتعه بروح الفروسية التي تشمل الاخلاق العربية الأصيلة، وكذلك الجانب المادي فهذه الرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية والتخفيف من التشنجات.

وهي تقوم بتقوية عضلات الجسم، بسبب بقاء الفارس متيقظاً لأي حركة يقوم بها الحصان، وقوة أمسكاه لرسنه لتقويم الاتجاه، هذا كله يجعل من عضلات الفارس في حالة تأهب دائما، فهذه الرياضة لها نفع علاوة على انها رياضة تمارس للترفيه والاستمتاع بركوب الخيل وترويضها.

فهي لا تعتمد على الفرس فحسب، إذ تعتمد على الفارس الذي يمتطي الفرس، وكما هو معروف فالجواد العربي الاصيل، يمتاز بالقدرة على تميز صاحبه، فكلما يدخل عليها فارسها تشعر بالسعادة وبالفرح لعرفته به، فكلما كانت علاقة الفارس بفرسه جيدة، يستطيع أن يحقق معه أفضل النتائج سواء كان في سباقات التحمل أو في قفز الحواجز.

علماً أن للخيول رمزً فخرياً واعتزاز لدى العرب منذ قديم الزمان، ولطالما ارتبط الفارس بفرسه في جميع القصص الملحمية في تاريخ البشرية ككل، وما من شاعر عربي ما كتب بجوده العشرات من بيوت الشعر مفتخرا كلً بجواده.