لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 2

إعداد/ لطفي توفيق 

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

تحت سماء دمشق

بعد فيلم “المتهم البريء”، توقفت شركة حرمون فيلم عن الإنتاج، ولكن الإقبال الذي شهده الفيلم شكّل حافزاً لإنتاج أفلام سينمائية أخرى.

وفي أواخر عام ١٩٣١، أسس رشيد جلال، مع شركاء آخرين شركة “هليوس فيلم”، واتفق مع إسماعيل أنزور على الإخراج، وتعاقدت الشركة مع مصور سينمائي ايطالي مقيم في بيروت، ومع المصور السوري نور الدين رمضان، وقرر الجميع إخراج رواية “تحت سماء دمشق” وكتب إسماعيل أنزور السيناريو لها.

وشارك في التمثيل عدد من الممثلين منهم: عرفان الجلاد وتوفيق العطري والمطرب مصطفى هلال، والملاكم فريد جلال، وعلي حيدر، ومدحت العقاد، وغيرهم.

وجرى تصوير المشاهد الخارجية في غوطة دمشق، ومداخل المدينة، في الربوة ودمّر، والمشاهد الداخلية في قصر الأمير سعيد الجزائري بدمّر.

وقبل الانتهاء من طباعة الفيلم، فوجئ الجميع بإعلانات عن قرب عرض فيلم ناطق باللغة العربية اسمه “أنشودة الفؤاد”.

وعرض الفيلم في صالة سينما العباسية، الوحيدة التي كانت مجهزة بالآلات الناطقة في سورية.

وشعر أصحاب فيلم “تحت سماء دمشق” أنهم في ورطة، حيث بدا إنتاجهم هزيلاً أمام هذا الإنتاج المتفوق.

فقرروا إدخال الصوت على فيلمهم الصامت، واختاروا بعض المقطوعات الموسيقية العربية المسجلة على اسطوانات، وتناسب مشاهد الفيلم.

وبعد شهرين من عرض فيلم أنشودة الفؤاد، عرض فيلم تحت سماء دمشق في صالة العباسية، ولقي إقبالاً جيداً في اليومين الأولين من عرضه، ثم تراجع عدد الحضور، لأن رواد الصالة اعتادوا على مشاهدة الأفلام الناطقة.

فقرروا عرضه في صالة شعبية متواضعة، ولكنه توقف لمدة شهرين آخرين بسبب حقوق التأليف للمقطوعات الموسيقية التي قدمت فيه، وهو ما تسبب بخسائر كبيرة للشركة.