لكل السوريين

جولة المفاوضات النووية الثامنة.. تصريحات متناقضة وأفق مفتوح على المجهول

تقرير/ لطفي توفيق 

أربكت التصريحات المتضاربة للوفود المشاركة في مباحثات فيينا، المتابعين لهذه المباحثات، وأدخلتها بدوامة من الغموض، وأبقت أي تحليل أو توقع لما  قد تنجم عنها مجرد تكهنات، أو اجتهادات لا تستند على معطيات ملموسة.

حيث قال وزير الخارجية الإيراني إن التوصل لاتفاق بات ممكناً إذا أبدت الأطراف الأخرى “حسن النية”، فيما أشار المبعوث الروسي للمحادثات إلى تحقيق “تقدم لا خلاف عليه” في هذه الجولة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن بعض التقدم قد حدث في الجولة الماضية من المحادثات، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت طهران، في الجولة الحالية، قد عادت إلى الطاولة للبناء على تلك المكاسب.

وجدد المفاوضون الأوروبيون في فيينا، تحذيرهم من أن الخطوات المتسارعة للبرنامج النووي الإيراني شارفت الوصول إلى نقطة تفرغ الاتفاق الموقع عام 2015 من مضمونه.

وشددوا على ضرورة العمل المكثف لمناقشة القضايا الخلافية الجوهرية، والتوصل لحلول عملية لها.

وبينما تشير معظم تعليقات المتابعين إلى أن المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي باتت على وشك الانهيار مع سعي جميع الأطراف إلى تجنب تحميلها المسؤولية، تستمر المفاوضات دون جدول أعمال واضح، أو أسس متفق عليها.

ثقة مفقودة

حذر الأميركيون إيران من أنهم لن يقبلوا بأن تعرقل طهران المفاوضات لوقت طويل، في وقت تعمل على تطوير برنامجها النووي.

كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة من “مماطلات جديدة” قد “تقوض الثقة بقدرة الاتفاق على ضمان أن يبقى البرنامج النووي الإيراني سلمياً”.

وقبل مباحثات هذه الجولة وخلالها، أفاد دبلوماسيون غربيون بأن الوفد الإيراني اقترح تغييرات جذرية على نص اتفاق تم التفاوض بشأنه في جولات سابقة.

ورفض المسؤولون الأوروبيون إجراء التعديلات المقترحة على “نص تمت صياغته بشق الأنفس”، وعبروا عن “الإحباط والقلق”، من أن بعض التعديلات المقترحة لا تتفق مع الاتفاق النووي لعام 2015.                                                                                          في حين حدد وزير الخارجية الإيراني، قبل ساعات من استئناف المفاوضات، جدول أعمالها بـ “مسألة الضمانات والتحقق” من رفع العقوبات الأميركية بحال العودة للاتفاق.

وقال إن “الأهم بالنسبة إلينا هو الوصول إلى نقطة يمكننا من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكننا الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة”.

تهديدات متبادلة

استبقت إيران الجولة الثامنة من مباحثات فيينا بتصعيد لهجتها التحذيرية لإسرائيل، ونشرت وكالة أنباء فارس مقطع فيديو يظهر نموذجاً لموقع ديمونة النووي الإسرائيلي، وقالت إيران إنها أطلقت 16 صاروخاً باليستياً خلال التدريبات العسكرية التي زعمت أنها يمكن أن تدمر إسرائيل، وتضمنت ضربة وهمية على هدف تم إعداده على غرار مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي.

وبدأ الحرس الثوري الإيراني لمناورات في ثلاث محافظات جنوب إيران، شملت اختبارات صاروخية من البر والبحر، وتمارين للقوات البرية والبحرية

وقال اثنان من كبار القادة العسكريين في إيران، إن المناورات الحربية كانت تهدف إلى إرسال تحذير إلى إسرائيل.

وبالمقابل، هددت إسرائيل بعمل عسكري إذا فشلت الدبلوماسية في منع طهران من امتلاك قنبلة نووية.

واعتبرت الصحف الإسرائيلية أن تهديد إيران في مناوراتها الأخيرة مهمة أكثر من أي وقت مضى “لأنها تتضمن هذه المرة مهاجمة منشأة ديمونة النووية “وهو تصعيد خطير في الخطاب”، كما أن المناورات كشفت عن جوانب جديدة من برنامج الطائرات المسيرة.

وأكد قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية الجنرال يوري غوردين، جاهزيةَ إسرائيل للتصدي لأي هجمات صاروخية قد تتعرض لها، وذلك رداً على تهديد إيراني بشن مثل هذه الهجمات.

يذكر أنه في وقت سابق من الشهر الماضي، أثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاوة تصل إلى 20% في منشأة فوردو، وهي المنشأة التي كانت محظورة في صفقة الاتفاقِ النووي الأساسية.

وعلى الرغم من توصل إيران والوكالة الدولية إلى اتفاق لإعادة تركيب كاميرات المراقبة بمنشأة كرج، يشير الخبراء الغربيون إلى أن طهران قد تقرر فجأة تأجيل أي مراقبة لمواقعها بدعوى أن الكاميرات تم اختراقها سابقا من قبل المخابرات الإسرائيلية، وتتابع التخصيب، وهو ما فعلته أكثر من مرة سابقاً.