لكل السوريين

الكباب الديري.. أكلة شعبية تلقى رواجا في أرياف دير الزور

دير الزور/ علي الأسود 

الكباب الديري، هو الأكلة الشعبية التي تتميز بها مدينة دير الزور السورية. وتم افتتاح عدة مطاعم في المحافظات الأخرى بالفترة الماضية تقدم الكباب الديري وقد لاقى روجاً وإقبالاً كبيرين، حتى وصلت شهرته لبعض الدول العربية كمصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت والسودان ويطلقون عليه “الكباب السوري”.

يتميز الكباب عن غيره بنكهة اللحم القوية، حيث يتكون من اللحم والملح مع القليل من البصل ويتم فرم المكونات على السيخ وليس على ماكينة الفرم الآلي.

العراقيون أول من قاموا بابتكار أكلة الكباب، وتعتبر الطريقة السومرية بالشوي قبل 5000 عام معمول بها حتى الآن، ولا تزال الطريقة، والتسمية لهذه الأكلة متوارثة حتى يومنا هذا.

وللحديث عن هذا الموضوع، التقت صحيفتنا بصاحب مطعم كباب في هجين شرقي دير الزور، والذي أخبرنا أنه عمل سابقا في دولة الأردن ودمشق ودولة قطر في نفس المجال وهو صناعة الكباب الديري.

ويقول حميد “الشيء الوحيد الذي يميز الكباب الديري عن غيره هو نكهته القوية، وأنه يفرم يدويا على السيخ، وحتى يومنا أضحى لهذه الأكلة فنونها وطقوسها الخاصة، فالمكون الأساسي لها هو لحم الضأن مع قليل من الدهن وتتم إضافة مختلفة عليها كل حسب ما يشتهي”.

ويوضح “جاءنا من تركيا وصار السيد على أطعمتنا، وأجمعت عليه مدينتنا وريفها فنال قدرا كبيرا لدى أبنائها من المحبة، والأصل في تسمية الكباب أنها تطلق على اللحم المشوي على الجمر، الذي يسمى الآن “بالشقف” أما المفروم من اللحم والمشوي بالشيش” السيخ””.

يكمل حميد حديثه قائلا “أما في أحياء دير الزور فحدث ولا حرج فقد اقترن اسمها بالكباب، فكلما ذكرت كبابا تراءت لك “الجورة” بمداخن شوائها، وأصبح بين كل محل ومحل للكباب محل آخر ولم تعد تحلو الصباحات والسهرات إلا في محلات كباب “الجورة”.

للكباب ميزة تفرد بها عن باقي الأطعمة كونه يناسب جميع الأعمار من الكبير للصغير ولا يأنف مذاقه إلا من اضطربت لديه حاسة الذوق وكان نباتيا وهؤلاء ندرة».

للكباب أنواع عديدة منها كباب الباذنجان وكباب الكمأة، وقد سلب الكباب لب أبناء الريف وامتدت رائحته إلى أقصى نواحي دير الزور، فلا تكاد منطقة أو ناحية إلا وفيها محل أو أكثر يرتاده أبناء القرى المحيطة، حتى أن بعضهم يختلق لأهله الأعذار والحجج كمراجعة دائرة حكومية أو طبيب للتداوي.

ومن الجدير ذكره أن الكباب لعب دورا اجتماعيا بارزا في مدينة دير الزور مشاركا أهلها في أفراحها وأتراحها، فهو (الفطور) للعروس في صبحية زفافها ويرسل إلى أهل العريس من ذوي العروس.