لكل السوريين

كثافة سكانية وارتفاع في إيجارات البيوت السكنية في حماة

جمانة خالد / حماة 

ارتفعت إيجارات البيوت السكنية في حماة بشكل كبير، نتيجة العدد الكبير الذي وفد للمدينة من باقي المدن السورية وحتر ريف حماة وإلب والرقة، الأمر لا يقتصر على حماة المدينة، بل وفي المدن التابعة لها كمصياف والسلمية ومحردة، فالعدد الكبير للنازحين رافقه قلة في البيوت المعروضة للآجار وبالتالي ارتفاع الآجارات بشكل جنوني.

وتختلف إيجارات البيوت بحسب الموقع فالمدن التابعة لحماة شهدت ارتفاع في الإيجار بنسبة 100%حيث وصل لأكثر من مئة ألف ليرة سورية، في شهدت أحياء في حماة ارتفاع الآجار لحوالي 300ألف ليرة سورية، للبيت البسيط وأكثر لبيوت آخرى حسب مواصفاتها.

الأمر لم يقتصر فقط على ارتفاع آجارات البيوت، بل امتد لسعر العقارات حيث شهدت قفزة كبيرة في أسعارها، ويكشف بعض أصحاب المكاتب العقارية أن هذا السبب هو الذي أدى لارتفاع آجارات البيوت الجنوني، والذي يفوق قدرة المواطن السوري حيث أن أغلب المواطنين يعتمدون على الوظيفة، ومن المعرف أن راتب الموظف السوري لا يتجاوز بسقفه الأعلى حاجز 100ألف ليرة سورية.

يقول محمد وهو موظف من مدينة إدلب أن لجأ لحماة نتيجة خوفه من الفصل من الوظيفة، بعدما أُجبر على الدوام بإحدى المدن الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، أنه بحث لأكثر من شهرين على منزل له ولعائلته، لكن ارتفاع الآجارات دفعه لاستئجار غرفة لا تصلح للسكن.

ويضيف محمد أنه اضطر للسكن في غرفة واحدة ولا تصلح حتى للدواب، حيث وجد أثناء بحثه بيوت ولكنه تفوق قدرته كموظف، حيث أن راتبه لا يتعدى 90ألف ليرة سورية، وعدا عن ارتفاع الإيجارات هناك من يبحث عن الدفع لمدة ستة أشهر، عدا عن التأمين وحصة المكاتب بحسب ما قال.

ويلجأ غالبية الموظفين في الداخل السوري للعمل بعد الدوام، إما كسائقي تكاسي أو في مطاعم، لتغطية النفقات التي تترتب عليهم نتيجة انهيار القيمة السوقية لليرة السورية وانخفاضها بشكل كبير، حيث أن مبلغ 30دولار أمريكي -إذا ما افترضنا أن راتب الموظف السوري يساوي 30دولار-لا تكفي لمصاريف عائلة كم قال كثير منهم.

ويؤكد عدد من أصحاب المكاتب العقارية في مصياف أن الإيجارات لم تكن مرتفعة بهذا الشكل المخيف، كان يمكن للمستأجر أن يجد منزلاً من غرفة ومنتفعات بمبلغ 9آلاف و10 آلاف ليرة سورية أو أقل لكن اليوم بات من المستحيل إيجاد منزل بهذا الإجار ولذلك تلجأ بعض العائلات إلى السكن المشترك مع العائلات الأخرى بسبب الارتفاع الكبير بأسعار الإيجار وخاصة العائلات الصغيرة، ويعود السبب بحسب ما قالوا نتيجة الحرب التي اندلعت في البلاد.

ويخشى مراقبون من تدهور الأوضاع السورية، حيث عبر بعضهم عن كارثية الوضع وخاصة بالنسبة للموظفين، الذي أُجبروا على التنقل والدوام، بعد خروج عدد من مناطق سورية عن سيطرة الجيش السوري، فهؤلاء مهددين بالمبيت في العراء إذا ما استمر الوضع على هذا المنوال.