لكل السوريين

الرياضة.. أولاً وعاشراً

عبد الكريم البليخ

لا زال هناك البعض من الناس، وإلى اليوم، وعلى الرغم من الانفتاح الذي أصابهم في أفكارهم وفي رؤاهم، من خلال الانتشار المرعب والمهيب للشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي التي لم تخلُ من أن تواكب الأحداث والوقوف عندها، وإبراز ما يمكن أن يفيد القارئ والمتابع، سواء لجهة الطالب، أو الرياضي، وعلى الرغم من هذه القفزة التي شهدها العالم، فإنه لا زال عالق في أذهانهم أنَّ من يُمارس الرياضة لا بد وأن الفشل سيكون هو نهاية مصيره، بلا أدنى شك!.

فإذا كان طالباً مثلاً، فإنه لا بد وأنه سيتعثّر في دراسته لذلك نرى فئة من الناس، وبصورةٍ خاصة، الآباء أنفسهم هم الذين يُعارضون ممارسة أبنائهم لرياضة ما بدعوى الخوف على مستقبلهم، وهذا ما ينطلي اليوم، وللأسف، على عددٍ غير قليل من أمثال هؤلاء بذرائع مختلفة، في الوقت الذي نجدُ فيه أنَّ من نجح في هذا المضمار هم من الطلاب المثقفين النجباء الذين نالوا أرفع المراتب العلمية، وكانت لهم بصمات واضحة في الملاعب الكروية، وغيرها من الألعاب الأخرى، فردية كانت أم جماعية، وسجلوا نتائج لافتة لا تزال، وإلى اليوم، تخلّد ذكراهم، أضف إلى الرياضيين الذين يُمارسون أدوار إدارية وفنية إلى جانب دورهم كلاعبين معروفين سبق أن شهدت عليهم الملاعب، والشارع الرياضي بالدور الكبير الذي لعبوه حتى استطاعوا من اعتلاء منصات التتويج، وأن يحفروا أسمائهم بأحرف من ذهب، في مختلف الألعاب الرياضية التي شاركوا فيها.

وإننا إذ نقدر للآباء هذا الشعور الأبوي، ونُعرهم بعض الشيء، لأن هناك نماذج من الذين يمارسون رياضة ما فشلت في أن تجمع بين النجاح في مجال الكرة والدراسة، وتناسى هؤلاء وأولئك أنَّ ممارسة الرياضة تعطي دافعاً قوياً لمن يُمارسها أن يتفوق في دراسته، وسيأتي اليوم الذي يتبوأ فيه المنصب الذي يرغب.. وكما أن هناك نماذج طيبة جمعت بين الخيرين وينبغي الاحتذاء بها، فإننا إذ نؤكد أنَّ الدور الكبير الذي لعبته الرياضة بمسعاها العام، تركت منعطف هنا، ومرمى حصاة هناك، وقد تكون حجر عثرة في مكان آخر!.

تظل العبرة للطالب المجتهد الذي يعرفُ كيف يُوفّق بين ممارسته الرياضة، واللعبة التي يرغب بها، والدور المناط به في الاهتمام بدراسته، وهي في نهاية المطاف، ما يمكن لها من أن تفضي إلى تحقيق مستقبل متفرّد، أضف إلى أنها سترفع من شأنه الاجتماعي، كل ذلك بالتوازي مع ممارسة اللعبة التي يشتهيها ويهواها، والأمثلة تطول في هذا المجال.

وهناك الكثير من الرياضيين الذين برزوا في الشأن الرياضي، ونجحوا في الوقت نفسه في إكمال دراستهم، واستطاعوا من تجسيد طموحهم، وتحقيق رغبة آبائهم باختيارهم الفرع العلمي الذي يُحبون، أضف إلى تجلي حلم رياضي كان يُرسمُ بالتوازي مع النجاح الدراسي، وما يعنيه بالنسبة إلى الغالبية من الرياضيين المتفوقين في دراستهم، وبالتالي، تمكنوا من نيل حلم وردي طالما راود رغباتهم وأمنياتهم.

وتظل الرياضة المحفّز الأساس لأي نجاح وتفوق دراسي، وممارستها يعني أنها ستقودك إلى نيل الدرجات الدراسية العليا، لأنها تجسّد مقولة: “العقل السليم في الجسم السليم”. فهي تأتي في سلم التراتبية من حيث الترفيه والانفتاح الحضاري والمتابعة غير العادية لها من قبل غالبية الناس وعامّتهم، ويمكن تصنيفها بالمرتبة الأولى من حيث الاهتمام بها، ناهيك بالجماهيرية العريضة التي تمارسها وتتابع أنشطتها بأولاً.. وثانياً وحتى عاشراً.