لكل السوريين

حقوقي: “الهجرة الحالية للشعب السوري تنذر بفراغ الوطن من أهله”

الحسكة/ مجد محمد

بعد هجرة السوريين في العامين ٢٠١٤/٢٠١٥ التي أطلق عليها الهجرة السورية الكبرى، عادت اليوم ملامح الهجرة تعود بشكل كبير على الشعب السوري لاسيما بعد فقدان الأمل من انتهاء الأزمة ورؤية انجازات الشعب الذي هاجر إلى أوروبا قبل سنين في واقع تراجع أوضاع الشعب الباقي في ظل كنف الوطن.

وعن هذا الموضوع، كان لصحيفتنا لقاء مع المحامي والكاتب عمر حسن، والذي ذكر في مقتبل حديثه أن “الأعداد التي هاجرت من سوريا منذ بداية العام فاقت أعداد الذين هاجروا إلى أوربا في العام ٢٠١٥ ولكن لم تظهر ملاحها بقوة، كون باتت الهجرة عبر عدة طرق وليس عن طريق واحد”.

ويضيف “مشاهد الازدحام الشديد على فروع الهجرة والجوازات في المحافظات، وكذلك عدد الأشخاص الذي يحاولون العبور من إلى الحدود التركية وكذلك إقليم كردستان العراق كلها مظاهر وصور تشرد السوريين في دول بيلاروسيا وليتوانيا واليونان وصربيا، آملين بالدخول عن طريق التهريب إلى أوروبا كلها تدق ناقوس الخطر والإنذار من فراغ سوريا من السوريين”.

ويكمل “أن موجة الهجرة الجديدة للسوريين لها أسباب اقتصادية يعود معظمها إلى تراجع الإنتاج المحلي وغياب السياسات والمشاريع التنموية وتدنّي الدخل بشكل مريع، الأمر الذي جعل أغلبية الناس يقعون في براثن الفقر المدقع والعوز الشديد، إضافة إلى قلة فرص العمل أمام الشباب الداخلين إلى سوق العمل”.

ويردف “أصبحت سورية الأقل دخلاً في العالم، وبالتأكيد هجرة المنتجين سواء الصناعيين أم الحرفيين (خصوصاً اصحاب رؤوس الأموال إلى مصر) ستفاقم الوضع الاقتصادي لسورية فوقه وضعه الهاوي حالياً، وتستدعي سرعة في الإجراءات لمعالجة هذا الوضع الخطير”.

وفي ذات السياق، بلسان حال الشباب ذكر: “الشباب اليوم معاقبين في وطنهم فشهادتهم لم تعد تجدي نفعاً، غالبيتهم المطلقة تعاني من البطالة، هاربين من الخدمة العسكرية في الجيش السوري التي لا يوجد لها ميعاد للانتهاء، وعندما يقارنون أنفسهم بأصدقائهم الذين هاجروا إلى اوروبا في العام ٢٠١٥، يرون أنفسهم خاسرين في كل المجالات، ويندمون لأنهم بقو لاستكمال دراستهم سابقاً وفضلوها على الهجرة حينذاك

ورأى، أن المطلوب من القوى الحاكمة على الاراضي السورية في هذه الفترة، العمل على تفكيك الأسباب التي دعت الناس للهجرة ولو جزئياً، وليس الإجراءات الجذرية والقسرية، ولعل أولها رفع المستوى المعيشي للناس, والقدرة الشرائية للدخل، وتحسين الخدمات المقدمة للناس، ولاسيما الكهرباء ووسائل النقل، ورعاية مشاريع صغيرة لامتصاص البطالة وتخفيف حدة الفقر لأن ارتفاع حجم الناتج محلياً هو المحرك الأساسي للعجلة الاقتصادية، والمعالجات جميعها يجب أن تكون وفق قوانين السوق

فاليوم ومع هجرة الشباب، باتت ترتسم على وجوه عدد من العمال والبائعين المتجولين، ملامح البؤس والتعب، لتجدهم في شوارع سوريا التي خلت في شكل واضح على غير عادتها من الشباب أثناء الحرب وبعدها، وفي ظل تناقص القوة العاملة الشابة من المهنيين، يتزايد معها في شكل ملحوظ وواسع دخول العمال في خريف عمرهم إلى أسواق العمل من جديد، وحتى عملهم بحرف ومهن مجهدة تتطلب طاقات فتية لممارستها

واختتم، وفق ما هو سائد في العالم انه دولة المانيا يطلق عليها لقلب القارة العجوز، ولكن بعد سنوات قليلة صدقاً سيتم إطلاق هذا اللقب على سوريا في حال لم يتم تحسين الوضع المعيشي للسكان وخصوصاً الشباب منهم، فهجرة ما تبقى من الشباب تنذر بخطر كبير ويجب تحسين واقعهم للحد منها