حماة/ جمانة الخالد
يتحسر صالح سعيد على محصوله الماضي من القمح، ويقع حقل صالح بالقرب من نقطة عسكرية الواقعة بإحدى القرى شمال شرق تل سلحب، لم يستطع الرجل جني محصوله، بسبب عدم موافقة النقطة العسكرية على دخول حصادة للحقل.
صالح أحد مواطني القرى المحسوبة على سهل الغاب غربي حماة، ويعاني أغلب سكان تلك القرى من المشاكل التي تسببها النقاط العسكرية، يقول صالح أن هذه النقاط حالت دون زراعة أراضيهم وفضّل جيرانه ترك أراضيهم دون زراعة، وتشتهر أراضي سهل الغاب بجودة تربتها وغناها.
وقال محمد أحد جيران صالح أن العناصر في النقاط العسكرية عادةً، يجنون المحاصيل الزراعية بعد أن خسروا أموالهم لتقويمها طيلة الموسم، ومن يرفض من الفلاحين طلبهم يقومون بإحراقها.
ويرى المواطنون أن تلك النقاط لا داعى لها، وناشدوا السلطات بالنظر بأمر تلك النقاط بعد انتهاء المعارك بشكل شبه كامل في المنطقة، ومساعدتهم للعودة على زراعة أراضيهم مجدداً، ولا يقتصر نشاط العناصر المحسوبين على جماعات النمر بحرق المحاصيل وسرقتها، بل يتعدى الأمر لمصادرة قطعان المناطق المجاورة، وفرض أتاوات تتمثل بأخذ رأس من الأغنام، أو الحصول على الحليب ومشتقاته من قبل أصحاب القطعان من السكان المجاورين لهم.
وتقدر مساحة الأراضي المزروعة في قرى تل سلحب حوالي 30ألف هكتار بحسب المجلس المحلي، تزرع بالقمح والشعير وحبة البركة والكمون والخضروات، وتعتمد الأراضي تلك المنطقة على الأمطار والآبار الجوفية.
ويقدر المزارعون خسارتهم بآلاف الدولارات، وقالوا أنهم كانوا يأملون بتعويضها من محاصيلهم، لكن الفلتان وتعامل السلطان مع المنطقة على أنها جبهة حرب، أعطى الإذن لأولئك العناصر للقيام بتلك التصرفات.
وكشف مزارع آخر عن دفعه مبلغ كبير من المال لجني محصوله، بعد استهداف أحد الحواجز لحصادة كان تعمل لدى أحد جيرانه ما تسبب بتدمير الحصادة وحرق المحاصيل المجاورة على مساحة قدرت بألفي دونم.
ويمارس العناصر المحسوبين على جماعات النمر شتى أنواع الاستغلال للسكان في حماة وريفها، بسبب عدم وجود الرادع الكافي واعتمادهم في الرواتب على ما يستطيعون مصادرته “تعفيشه”، ويعطى لهم الضوء الأخضر من قادات المجموعات المنضوين ضمنها.
بالإضافة لمصادرة وسلب محاصيل المزارعين، يمتهن عناصر تلك الجماعات بيع الحطب بعد قص الأشجار، وجمع الحديد من الأبنية بعد هدمها بشكل كامل.