لكل السوريين

بناء المنازل الطينية البديل الأمثل للمنازل الإسمنتية ذات التكلفة المرتفعة في أرياف عين عيسى

عين عيسى/ صالح اسماعيل

يتجه العديد من أهالي أرياف ناحية عين عيسى لبناء المنازل الطينية، بأشكالها البدائية البسيطة (القبب) كبديل للمنازل المصنوعة من المواد الإسمنتية التي باتت تعتبر كحلم بعيد المدى بالنسبة لعديد من السكان وخاصة ذوي الدخل المحدود.

ويعتمد بناء البيوت الطينية على المواد الترابية المتوفرة في مناطق عديدة في أرياف الناحية، بتكلفة زهيدة مقارنة بأسعار المواد البيتونية التي ترتبط قيمتها بقيمة سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

ويؤمن فصل الصيف الأجواء المناسبة للعمل بالمواد الترابية التي يصنع منها المواد الأساسية لبناء المنازل الطينية، حيث تتوفر التربة البيضاء المناسبة، والقش الذي يمزج مع التراب لصناعة (اللبُن).

حمدان الخميس من أهالي قرية الدروبية الغربية في ريف ناحية عين عيسى الغربي تحدث قائلاً: “نتجه لبناء المنازل الطينية لتوفر موادها الأساسية بتكلفة أقل بكثير من المواد البيتونية، حيث لا تحتاج إلا للمادة التراب الأبيض والقش، والتي تتوفر بأسعار لا تتجاوز تكلفة أجور النقل، ما يجعل فارق كبير بينها وبين المواد الأخرى”.

وأوضح الخميس في حديثه عن كيفية بناء المنازل الطينية حيث قال: “نقوم بجلب التراب المناسب لصناعة اللبن ومزجه بالقش ثم يتم تخميره بالماء وصنع قطع اللبن بقوالب خاصة (الملبن) وأحجام معينة، ومن ثم تترك لفترة زمنية مناسبة لتجف وتصبح جاهزة للإعمار”.

وفي حديثه بيّن الخميس بأن المنازل الطينية تأخذ أشكال عديدة أقدمها المنازل المخروطية الشكل (القبب) التي سكنها أهالي ناحية عين عيسى سابقاً، وانتشرت في أريافها، حيث يعود تاريخها لأكثر من ٢٠٠ عام، منذ بداية استقرار الأهالي، وانتقالهم من مرحلة الحل والترحال، في بيوت الشعر إلى المنازل السكنية.

ومن جانبه أكد حسن المرعي من أهالي قرية الدروبية بأن: “المنازل الطينية تتميز بملائمتها الأجواء المناخية للمنطقة حيث يعتبر مناخ المنطقة شبه صحراوي، تساعد البيوت الطينية في توفير البرودة في الصيف والدفء في الشتاء، مما يجعلها البديل الأمثل لأصحاب الدخل المحدود”.