لكل السوريين

بين السويداء ودرعا.. خطف متبادل، وتوتر يطوّقه العقلاء

السويداء/ لطفي توفيق 

تراجعت عمليات الخطف والخطف المضاد بين محافظتي السويداء ودرعا، ولكنها مازالت تطل برأسها بين وقت وآخر لتعيد احتمال نشوب فتنة بين المحافظتين.

وبالمقابل مازالت جهود الفعاليات الاجتماعية في المحافظتين الجارتين قادرة على تطويق الأزمات وحالات التوتر، ووأد الفتنة التي يراد لها أن تتم بينهما.

وكانت آخر هذه المحاولات عملية خطف وخطف مضاد، وسقوط قذائف هاون على قرية بريف السويداء الغربي الذي شهد حالة توتر شديدة نتيجة لهذه العمليات.

خطف متبادل

قامت مجموعة مسلحة من قرية “ناحتة” بريف درعا الشرقي، باختطاف شاب من قرية  “سميع” بريف السويداء الغربي أثناء ممارسته الرياضة على طريق القرية، ثم تواصلوا مع شقيقه، وطلبوا منه دفع مبلغ مالي كبير كفدية مالية لإطلاق سراحه، وهو ما رفضه شقيق المخطوف.

ورد أقاربه بخطف شاب يبلغ من العمر 18 عاماً من قرية “المليحة” بريف درعا الشرقي، أثناء ذهابه إلى مشروع زراعي تملكه عائلته في المنطقة.

والشاب المخطوف بحاجة إلى رعاية صحية خاصة نتيجة عمل جراحي أجري له قبل فترة.

كما احتجز أقارب المخطوف سيارة محملة بأسطوانات الأكسجين، كانت متوجهة إلى ريف درعا الشرقي.

وبعد رفض الخاطفين إعادة المخطوف، صعّد أقاربه من عملياتهم، وقاموا باختطاف مجموعة من المواطنين من ريف درعا الشرقي كانوا عابرين بالصدفة من المنطقة، مطالبين بالإفراج عن قريبهم مقابل إطلاق سراح المخطوفين.

وتعرضت قرية  “سميع” لسقوط قذائف هاون لم تتسبب بوقوع أضرار بشرية أو مادية، ولكنها تسببت  بحالة من التوتر والترقب في القرية، وباستنفار فصائلها المحلية.

تطويق الفتنة

سارعت الفعاليات الاجتماعية في محافظتي درعا والسويداء، لنزع فتيل الأزمة وتطويق الفتنة، والتسريع بعملية إطلاق سراح المخطوفين من الجانبين، تفادياً لتطور الموقف إلى الأسوأ.

وبعد عدة لقاءات توجت مساعي هذه الفعاليات بالنجاح، وأطلقت الجهة الخاطفة للمواطن سراحه، كما قامت عائلته بإطلاق سراح المواطنين المخطوفين من أبناء ريف درعا الشرقي.

يذكر أن محافظتي السويداء ودرعا، تشهدان بين الحين والآخر حالات خطف وخطف مضاد،  يكون ضحيتها المدنيين في معظم الحالات، وتقوم بها عصابات متواجدة في المحافظتين.

وفي كل هذه الحالات، يقوم الوجهاء والفعاليات الاجتماعية في المحافظتين بإيجاد حلول لهذه الأزمات، وإنهاء التوتر بينهما قبل تفاقمه، والحيلولة من وقوع الفتنة قبل وقوعها.

ولقد نجحت كافة محاولاتهم، إلى الآن، بتطويق الأزمات، في ظل غياب شبه تام للأجهزة المعنية بالحفاظ على الأمن، حيث لا يوجد أي تدخل من قبل الجهات الأمنية، والحواجز العسكرية التي تنتشر على امتداد الطرق بين المحافظتين وداخلهما.