لكل السوريين

السكبة.. عادة سورية قديمة ارتبط اسمها بالشهر الفضيل

الحسكة/ مجد محمد 

تسامح وعطاء.. ود والفة.. محبة وزكاة، كلها خصال كانت تدل عليها عادات رمضانية قديمة اعتاد الناس عليها ومن شدة اعتيادهم يظن البعض إنها فرض، أما الآن اندثر معظمها وبقي منها القليل وتترأسها عادة (السكبة).

والسكبة عادة قديمة اعتاد الناس عليها في شهر رمضان المبارك، ففي هذا الشهر اعتادوا على تبادل اطباق الطعام والشراب المتعددة التي أعدتها النساء، لترسل قسما منها لجيرانها المقربين منها الذين يقومون بدورهم بإرسال قسم مما أعدوه ‏ ‏للإفطار إلى الجيران.

ولا يلقى أي شهر اهتماماً بالطعام كما يلقى رمضان، وما إن يقترب موعد آذان المغرب في رمضان حتى تسمع أصوات الحركة في الشارع وفي مداخل البناء وعلى الدرج، وأصوات قرع الأبواب ورن الأجراس.

فتنظر إلى الشارع ترى أطفالاً صغاراً تعلو الابتسامة وجوههم، يحمل كل منهم صينية عليها أواني من الطعام الفاخر ذي الروائح الزكية، والبخار يتصاعد منها، فتتابعهم بشغف لترى أحدهم وهو يدق الباب على الجيران والفرحة تملأ قلبه، وما إن يفتح الباب، يسلم ما بيديه وسرعان ما يتم استبدال ما معه بأصناف اخرى من الأطعمة.

وحول هذا الموضوع نستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً”.

إذاً (السكبة) ليست مشاركة في الطعام وحسب، بل لها أجر عظيم عند الله، وإعانة للفقراء الصائمين على إتمام طاعاتهم.