لكل السوريين

الغزل التركي لمصر.. اعتراف بالفشل.. أم مناورة أردوغانية

أولت وسائل الإعلام المختلفة اهتماماً واضحاً بتصريحات مستشار رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الهادفة إلى التقرب من مصر.

ورأى بعض المراقبين أن الموقف التركي الجديد يندرج ضمن مسار بدأته أنقرة منذ فترة للتخفيف من حدة التوتر مع بعض الدول العربية والأوروبية، ومنها مصر، حيث تخلت تركيا عن استفزازها واستبدلته بتصريحات “ودّية” تفرضها مصالح أنقرة في شرق المتوسط، حيث بات الغاز ورقة تحدد سياساتها وتفرض توجهاتها.

بينما يرى الكثير من المراقبين السياسيين أن الغزل التركي لمصر جاء بعد فشل سياسة أنقرة في الهيمنة على المنطقة، وشعورها بالعزلة عن الدول العربية والأوروبية المطلة على البحر المتوسط.

وبعد سعي أردوغان إلى كسر حالة العزلة التي تعيشها بلاده في الشرق الأوسط، الأمر الذي انعكس سلباً على اقتصادها الذي سجل حالات تراجع ملحوظ، وبعد فشل الكثير من مغامراتها العسكرية في سوريا وليبيا.

مراجعات تركية

يرى بعض المراقبين أن أنقرة شعرت بعقم طريقتها بالتعامل مع دول شرق المتوسط، وأدركت صعوبة موقفها، وتحاول الآن تدارك ذلك مع مصر، حيث كانت تظن أن محاولاتها لتوظيف الإخوان المسلمين، وتدخلاتها العسكرية في منطقة شرق المتوسط، تضمن لها الضغط على المصريين، وإجبارهم على الرضوخ لمطالبها.

لكن ما حدث على أرض الواقع كان نقيض ما كانت تصبو إليه أنقرة في ظل قطيعة من دول عربية مركزية كانت تعتمد على العلاقات الاقتصادية معها.

وأمام تلك المعطيات، أدركت تركيا صعوبة موقفها، وتسعى الآن إلى تداركها من خلال محاولة إعادة علاقتها مع مصر، مما يساعدها في حلحلة التوتر بينها وبين الدول العربية الأخرى إضافة إلى قبرص واليونان.

مناورة لاحتواء الأزمات

يقلل مراقبون آخرون من أهمية التصريحات التركية، وسعي أنقرة للتودد إلى مصر، دون أن يقترن بتصرفات عملية تثبت حسن نيتها، ويعتبرون هذه التصريحات مناورة موجهة للاستهلاك الداخلي، وللتغطية على الأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية، واحتواء الأصوات المعارضة، من خلال إعلان السعي نحو التقارب مع أهم دولة في المنطقة، وتحسين العلاقات معها.

ويشير المراقبون إلى أن المسؤولين الأتراك غالباً ما يطلقون تصريحات متضاربة، في الوقت يستمر فيه نشاط أنقرة في شرق المتوسط، دون أي تشاور مع مصر.

الأقوال وحدها لا تكفي

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الأقوال وحدها لا تكفي لاستعادة الروابط بين تركيا وجمهورية مصر العربية.

وقال الوزير “لو وجدنا أن هناك تغيراً في السياسة والمنهج والأهداف التركية لتتوافق مع السياسات المصرية، ومع ما يعيد العلاقات الطبيعية لمصلحة المنطقة، من الممكن أن تكون هذه أرضية لاستعادة الأوضاع الطبيعية”.

وجاءت تصريحات شكري بعدما أعلنت أنقرة استئناف “الاتصالات الدبلوماسية” مع القاهرة للمرة الأولى منذ قطع علاقاتهما عام 2013، بما يضع حداً لأزمة استمرت عقداً من الزمن.

دفعة على الحساب

رحب وزير الإعلام المصري بقرار الحكومة التركية الخاص بإلزام القنوات المصرية المعارضة التي تبث من تركيا، بمواثيق الشرف الإعلامية، كخطوة على طريق التقارب بين أنقرة والقاهرة.

ونقلت وسائل إعلام مصرية، وصف وزير الإعلام لهذه الخطوة بأنها بادرة طيبة من الجانب التركي، وتخلق مناخاً ملائماً لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين على مدار السنوات الماضية.

كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي نبأ إغلاق القنوات المعارضة المصرية في تركيا،

لكن مستشار رئيس النظام التركي في حزب العدالة والتنمية الحاكم، نفى أن تكون حكومة بلاده قد طلبت إغلاق هذه القنوات.

وأكد ياسين أقطاي أنهم طلبوا من هذه القنوات ضرورة الالتزام بمعايير الصحافة المهنية، ونفى وجود أي نية لإغلاق القنوات المصرية المعارضة التي تبث من تركيا.