لكل السوريين

في الباغوز جسر صغير يسبب الكثير من المعاناة للأهالي

دير الزور/ علي الأسود 

الباغوز، آخر البلدات المحررة بريف دير الزور الشرقي، وكونها كانت المعقل الأخير للتنظيمات الإرهابية فقد عاثوا بها فسادا وخرابا قبل تحريرها على قوات سوريا الديمقراطية، وأدى تمسك تلك الجماعات بها بشكل عجيب إلى إلحاق دمار كبير بها فلم يخرجوا منها ويسلموا أنفسهم إلى بعد تحويلها إلى دمار شبه كامل طال البنى التحتية كاملة.

الباغوز بمجملها مجموعة (حوايج) كما تسمى محليا، أو شبه جزر صغيرة داخل نهر الفرات كان في السابق يربطها ببعضها جسرين أو أكثر مما يسهل حياة الناس وتنقلهم، فبدون تلك الجسور يضطر الفلاح الذي يملك أرضا داخل تلك الحوايج إلى قطع مسافة ما يقارب 20 كيلو متر، أما بوجود الجسر لا يكلفه الأمر سوى بضع دقائق ليكون بأرضه.

جالت كاميرا صحيفتنا في الباغوز، واستطلعت آراء الأهالي حول أهمية أحد الجسور المقطوعة بفعل الإرهاب، والتيقت مع المواطن محمد العبدالله من سكان قرية حويجة المشاهدة، الذي قال “كان هذا الجسر يربط حويجة المشاهدة والباغوز ويسهل حركة المرور بين تلك القريتين”.

ويضيف “في السابق كان هذا الجسر يربطنا بمدينة البوكمال لتأمين حوائجنا اليومية، وبعد قطع الجسر من قبل التنظيمات الإرهابية بات تأمين حوائجنا اليومية متعبا جدا، وذلك بسبب إنه إذا أردنا جلب دواء من الصيدلية نضطر إلى سلك مسافة تقدر بـ 20 كيلو متر للوصول إلى أقرب صيدلية في الباغوز أو السوسة”.

ويتابع العبدالله “في حويجة المشاهدة لا يوجد أي دكتور أو صيدلية ولا حتى سوق تجاري كون الأرض هي أرض زراعية فقط، وقطع الجسر أضاف معاناة إلى معناتنا بعد رجوعنا إلى بيوتنا وأرضنا التي باتت شبه مدمرة”.

ونوه العبدالله قائلا “حويجة المشاهدة والمراشدة هي جزيرة يفصلها عن السوق التجاري في بلدة السوسة أو الباغوز ماء نهر الفرات، في السوسة تم انشاء جسر كمدخل إلى تلك الجزيرة وسهل حياة الكثير من الناس هناك، ولكن نحن الآن بحاجة إلى مخرج أي جسر يربط تلك الجزيرة من الجانب الآخر بقرية الباغوز حتى تكون دورة المواصلات كاملة بمدخل ومخرج يربط تلك الحوايج بالشارع العام”.

وأشار العبدالله في حديثه إلى إنه” نظرا لأهمية ذلك الجسر حاول الأهالي بمجهودات تطوعية لبناء الجسر حسب إمكاناتهم وخبرتهم، ولكن بسبب نقص الإمكانية وقلة الخبرة كانت كل مرة تبوء بالفشل لأنهم كانوا يسدون مجرى النهر بالكامل، مما يرفع منسوب المياه في اليوم الثاني، وجرف كل ما وضعوه من بقايا، ودامت هذه المحاولات لأكثر من مرة وفي المرة الأخيرة تم وصل الجسر، ولكن لا يصلح لمرور السيارات فهو للمشاة فقط”.

وناشد العبدالله الجهات المختصة “نناشد المنظمات وكل من له كلمة فصل في وضعنا أن يساعدنا للتخلص من تلك المعاناة، فنحن مجموعة فلاحين منكوبين عدنا إلى أرضنا وبساتيننا التي قتلها العطش، ولا حول لنا ولا قوة في وضعنا المأساوي فقد يبست أشجارنا المثمرة، كما نهبت مشاريع ري البساتين التي كانت تعد مصدر رزقنا الوحيد”.

ويبلغ طول هذا الجسر قرابة الـ 30 كم، ويخدم ما لا يقل عن 6 آلاف مواطن، وكانت الإدارة قد أنشأت جسرا سابقا، والآن المنطقة بانتظار الجسر الثاني الحالي.